الكتاب والحائط الإلكتروني
احتفل العالم العربي قبل أيام باليوم العالمي للغة العربية.. وبين هذه الاحتفالية وجدنا كثيراً من «السبورات» الإلكترونية تحبرت وربما تزينت بتلك الورود المحببة للغة، التي تحاول أن تبرز مظاهر الاحتفال دون الوقوف عند مسببات هذا الضعف. وكثيراً ما نتساءل لماذا يعاني العالم العربي من مشكلة حقيقية مع لغته الأم، ونجده ينطلق في اللغات الأخرى حسب نوعية المستعمر بطلاقة.
تجده في دول المغرب العربي، ينطلق مع الفرنسية حتى في الشتائم، وفي دول أخرى يطعم كلماته العربية ببعض من «الإفرنجية»، لكنه بعيد كل البعد عن تناول كتاب. وهذا ما انعكس على روح التقنية حينما يتبادل مع أصدقائه «رابط على الوتس أب» أو تلك الوسائط الجديدة، وحينما تطرح عليه سؤالا هل قرأت ما أرسلت. تأتيك الإجابة بـ «لا» بسبب عدم وجود الوقت.
نضيع كثيراً من الوقت بتبادل الروابط، دون أن نقرأ ما بداخلها، بينما نجد من نعيب عليهم بأنهم نتاج الحضارة الغربية «المفككة»، و» المنحلة»، لا يتحركون في المحطات إلا والكتاب بين أيديهم، وكذلك يصل عدد النسخ التي تباع من الكتاب عند توقيعه عشرات الآلاف، ويظل المؤلف العربي، لعشرات السنين ربما في ألف نسخة نصفها تم إهداؤه للمعارف والأصدقاء.
نحن بحاجة للوقوف عند الأسباب الحقيقية لعزوف القارئ العربي عن الكتاب، هل السبب في المحتوى أو في المناهج أو في المعلم الذي لا يقرأ ويريد تعليم الطلاب حب القراءة.