مسؤولية التوصيل المدرسي
بدأ عام دراسي جديد نسأل الله أن يكون عام نجاح وتوفيق لأبنائنا وبناتنا في جميع المراحل الدراسية. ومع بداية العام تبدأ مسؤوليات مختلفة بالظهور على عاتق الكثير من الناس من بينهم الأهالي والمعلمين والأدارين وغيرهم. ومن بين هؤلاء الناس شخصين ربما كثرت الأستهانة بدورهما ومسؤليتهما العظيمة وهما سائق ومشرفة الحافلة سواء كانت هذه الحافلة مدرسية أو حافلة خاصة.
كثيرة هي القصص التي مرت على مسامعنا خلال السنوات الماضية عن الأطفال اللذين تم نسيانهم في الحافلات وقد أدى ذلك إلى أصابتهم بحالات أختناق والبعض منهم فقد حياته نتيجة لذلك. وكثيرة هي القصص التي سمعناها عن الحوادث المرورية التي تتعرض لها هذه الحافلات. ومن هذا المنطلق أصبح من الضروري أتخاذ أجراءات رسمية تخص آلية عمل هذه الحافلات.
أذكر عندما كنا أطفال صغار بمجرد صعودنا الحافلة المدرسية، والتي كانت عبارة عن حافلة كبيرة تحمل أكثر من أربعين طالبة، وقبل بدء المسير يقوم السائق بالتأكد من أن كل طالبة قامت بربط حزام الأمان ويقوم بوضع أشارة عند اسم الطالبة التي تخالف ذلك في كشف الأسماء الذي يحمله ليسلمه لأدارة المدرسة في اليوم التالي حرصاً منه على سلامة جميع من يركب معه في الحافلة.
حرص السائق والمشرفة على وقوف الباص بحيث يواجه باب الباص باب المنزل لكي لا يضطر الطفل لمرور الشارع، وحرصهم على جلوس الطفل على المقعد طوال المشوار، وحرصهم على التأكد من خلو الباص من أي أطفال عند الوصول للمدرسة صباحاً، كل هذه علامات على تحملهم للمسؤولية وأنهم أهل لهذه الأمانة العظيمة.
والمسؤولية هنا تقع أيضاً على عاتق الشركة المسؤولة عن حركة مسير الحافلات. فمن الضروري أن تقوم الشركة بصيانة الحافلات بشكل دوري تفادياً لأي عطل ممكن أن يحدث في الطريق والأطفال داخل الحافلة. كما أنه من الضروري التأكد من سلامة تكييف الحافلة خصوصاً مع أرتفاع درجات الحرارة في فترة الظهيرة عند عودة الأطفال إلى منازلهم. ففي حالة عدم سلامة الحافلة أو تعطل التكييف يجب على الشركة صيانتها أو الأستغناء عنها وتوفير ما هو أفضل للطلاب.
الوظيفة التي يقوم بها السائق والمشرفة لا تقل أهمية عن الكثير من الوظائف فهم يتحملون مسؤولية عظيمة ويتحملون أمانة كل يوم من الصباح الباكر وحتى يتأكدون من وصول الطفل سالماً إلى أهله. فنتمنى من كل من يقرر العمل بهذا المجال أن يكون حريصاً على تحمل المسؤولية كاملة بكل ما فيها من تفاصيل ليكون سبباً في نمو المجتمع بالمساهمة في تدريس جيل جديد.