آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الحسين روايةُ عشقٍ لن تنتهي

مفيدة أحمد اللويف *

كما يقول الحاج باسم الكربلائي: يحسين بحبك جَنَّينَا، ناديتك من يوم المرضع، ما أعوفك لو جسمي تقطع...

حب الحسين يجري في العروق، فهانحن ومنذ صغرنا كل عام نهيء أرواحنا لإستقبال عاشوراء، عاشوراء هو الحسين والحسين هو عاشوراء فبمجرد أن يهل هلال الشهر نرى الكون كله يصرخ وينادي ”يا حسين“، وإن ذُكِر سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين في عاشوراء فستخنقنا العَبْرة، ومن لا يبكي لمصاب الحسين وقد بكته الأنبياء والملائكة أجمعين، فها هو النبي نوح يبكي ويلعن قتلة الإمام الحسين وهاهو إبراهيم الخليل يندب العطشان وأيضا النبي موسى والمسيح عيسى بن مريم، كذلك النبي محمد صلى الله عليه وآله بكى حفيده الإمام الحسين قبل أن يولد.

ويروى أن آدم نظر إلى ساق العرش على جبل الرحمة في عرفات ورأى أسماء الخمسة من أهل الكساء وهم: محمد - وعلي - وفاطمة - والحسن - والحسين فلقنه جبرئيل أن يقول: ياحميد بحق محمد، ويا عالي بحق علي ويا فاطربحق فاطمة، ويامحسن بحق الحسن، وياقديم الإحسان بحق الحسين فلما سمع بذكرالحسين ، سالت دموعه وانخشع قلبه، فقال: ياأخي جبرئيل في ذكرالخامس ينكسر قلبي وتسيل عبرتي، فأخذ جبرئيل في بيان السبب راثيا للحسين وآدم والملائكة الحاضرون هناك يسمعون ويبكون فالناعي جبريل والمستمعون آدم والملائكة.

فقال جبرئيل : ياآدم ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغرعندها المصائب قال: وما هي؟

قال: ﴿يقتل عطشانا غريبا وحيدا فريدا، ليس له ناصر ولامعين، ولو تراه ياآدم وهو يقول: واعطشاه، واقلة ناصراه، حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان فلم يجبه أحد إلا بالسيوف وشرر الحتوف، فيذبح ذبح الشاة من قفاه، وينهب رحله، وتشهر رؤوسهم في البلدان، ومعهم النسوان كذلك سبق في علم الواحد المنان.

وكيف لا نحب الحسين وهو الذي قدم روحه وأهل بيته وكل أصحابه في سبيل الله كما قال : إلهي تركتُ الخلق طُراً في هواكَ وأيتمتُ العيالَ لكي أراكَ، فلو قطعتني في الحب إرباً لما مال الفؤاد إلى سواك.