حمية بلا ملل
قال لي أحدهم: الحمية تشعرني بالملل!!
ابتسمت إليه وقلت له: غير كلماتك تتغير حياتك... قل الحمية تسعدني... الحمية تغيير وعليك أن تنفتح على التغيير الإيجابي... عليك أن تنظر للجانب المشرق للحمية.
كيف تحافظ على حماسك وتقاوم الملل عند اتباعك للحمية؟
الكثير من الناس يتبعون الحمية بكل حماس... ولكنه حماس مؤقت قد يستمر معهم أسبوع أو أسبوعين.
إن الشعور بالملل لا يعني التوقف عن العمل أو العودة للمربع الأول، الشعور بالملل حالة طبيعية تتطلب منا معرفة سببه والعمل على إيجاد الحل المناسب.
تذكر يا صديقي أن اتباع الحمية والاستمرار عليها بحماس وطاقة كبيرة بشكل مستمر أمر قد يصعب تحقيقه ولكنه ليس مستحيلاً إن اتبعنا بعضًا من النقاط التالية:
الحماس درجات فلا تتوقف عن الاستمرار في العمل... لا تتجه للملل... حتى في أصعب الأوقات قاوم الملل وتمسك بدرجة الحماس... كلما مِلت للراحة ذكّر نفسك بما تريد وما تأمل أن تحققه... عليك أن تشجع نفسك وتحفز نفسك وتتجه خطوة خطوة نحو هدفك وستصل بإذن الله وتذكر الآية الكريمة ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ فسعيك وحماسك هو ما يحدد قوة ودرجة نجاحك.
دعني أقول لك أن قانون التدرج في الخلق هو قانون كوني يحيط بكل شيء، يقول تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ﴾ الحديد آية 5. وعليك تطبيق هذا القانون على حياتك.
في مجال الحمية والتخلص من الوزن طبق هذا القانون... لا تضع في ذهنك قفزات عملاقة نحو الرشاقة، سيكون الأمر صعب جدًا وقد لا تصل إليه وستصاب بالإحباط والتعب والملل.
تمسك بقانون التدرج فهو سر ديمومة وثبات أي مشروع ناجح، وهو حجر الأساس التي يتم الارتكاز عليها لتحقيق الأهداف الكبرى، وهو قانون مثمر بالإيجابية.
راقب تقدمك واحتفل بنجاحاتك الصغيرة، فهذا لا يشعرك بالملل أو الإحباط.
إن تراكم هذه النتائج الصغيرة يومًا بعد آخر سيحقق لك نجاحاً جميلاً.
روي عن الإمام علي 
أنه قال: «قليل تدوم عليه، أرجى من كثير مملول منه» [1] .
كافئ نفسك بهدية للإنجاز الذي حققته فهذا يعزز نفسيتك ويحفزك للاستمرار.
الحمية ليست طعامًا مسلوقًا فاقدًا للنكهة واللون والرائحة الزكية، بل هي فن تحضير الطعام بأشهى مذاق، لذلك استفد من الوصفات الغذائية لخبراء الطبخ الصحي الذين يبرعون في انتقاء أشهى المكونات واستعمالها على الشكل الصحي 100%.
كلما كنت بارعًا في تحضير طعامك الصحي فإنك ستستمع بحميتك أكثر.
إن الروتين القاسي الذي يتبعه البعض يسبب لهم ردة فعل سلبية تصيبهم بالملل ورفض الحمية.
لذلك عليك أن تخرج من روتينك اليومي فأنت ليست مجبرًا لتناول وجبة الشوفان مع الزبادي ولست مجبرًا لتناول نفس السندويشات بشكل يومي.
وتذكر أن هناك الكثير من الخيارات الغذائية الصحية التي تمكنك من تحضير وجبات غذائية متنوعة.
كما ينبغي أن تصنع لك برنامجًا رياضيًا متنوعًا متجددًا، وعليك أن تغير نوعية التمرين، مكان التمرين، وهكذا، فلإن تغيير الروتين يجعلك تشعر بحياة جديدة.
قال الإمام علي : «من ساء عزمه رجع عليه سهمه» [2] .
يقال أن ”الإرادة هي ما يدفعك للخطوة الأولى على طريق الكفاح، أما العزيمة فهي ما يبقيك على هذا الطريق حتى النهاية“.
كما يحتاج كل من يتبع حمية إلى وجود داعم يقوي إرادته وعزيمته، وهذا ما يفعله أخصائي التغذية العلاجية فهو يقوم بعملية الدعم وإشعال الحماس والمساعدة على تجاوز الصعاب التي تواجه المريض عند اتباعه للحمية.
