آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:35 م

وزارة الإعلام وبرنامج للمواطن

ليالي الفرج * صحيفة الرأي السعودي

في عصر التقدم التكنولوجي وصيحة برامج التواصل الاجتماعي، والتي كما هو معلوم لدينا جميعًا أنه عالم يزدحم بكم هائل من المعرفات التي تتبارى في خلق عالمها الخاص والمرتبط بأهدافها المختلفة، فتبرز لنا ظاهرة التسول الإلكتروني أو إثارة قضايا شخصية يبحث أصحابها عن شعلة أمل لحل مشكلاتهم، قد تكون هذه المشاكل على المستوى الأسري، الصحي، المادي.

وما إلى ذلك من قضايا عالقة لم يجد أصحابها إلا أن يبحثوا عن باب يتخطون من خلاله كل العقبات، ويحصلون على حل تام أو مساعدة ودعم لفك شفرتها العالقة.

ينشر البعض من خلال تغريدة، حاجته إلى مبلغ مالي ليعالج طفله المريض أو باحثًا عن من يتكفل بعلاج قريبه المصاب بمرض مستعصٍ، ونجد من يعرض صورًا لبيته المتهالك وما شابه ذلك مما يظهر الصورة المأساوية لمحيطه المعيشي، وقد نقرأ تغريدة لفتاة معنفة وقد سلبت حقوقها المشروعة وضُيّق عليها لترتمي حروفها تستغيث، وغيرها من الصور التي لا نتمنى أن تظهر في عالم الافتراض، بطريقة عرض غير لائقة، وفي لباس الحاجة والعوز والاستعطاف، لتنال حقًا هو في الأساس حق كفلته الدولة بأنظمتها المحكمة، أو تكون مجرد استغلال للحصول على الدعم المادي، دون وجه حق.

اختلط الحابل بالنابل، وتم استغلال كثير من الناس لأنهم تعاطفوا واستقطعوا من مالهم لتقديمه لتلك الحالات لوجه الله، فكيف يمكننا غربلة هذه الحالات وإنصاف من يستحق واستبعاد وصد من لا يستحق؟.

ماذا لو تبنت وزارة الإعلام برنامجًا تلفزيونيًا ومن خلال هيئة الإذاعة التلفزيون، ليكون ذا محتوى وإعداد احترافي وبآلية مبتكرة تواكب «رؤية 2030»، يهدف هذا العمل لأن يكون منصّة هادفة تتبنى تلك القضايا وتسعى لمعالجتها من خلال توجيه هؤلاء الأفراد للجهة المناسبة كالقنوات الرسمية المناسبة، كوزارة الصحة، وزارة الإسكان، وزارة الداخلية، وأي جهة يمكنها المساهمة في تقديم التسهيلات، أو في حل ما يتم طرحه من قضايا.

وأرشح الوجه الإعلامي القدير الفنان فايز المالكي لإدارة هذا البرنامج، والذي عبر عن نفسه من خلال ملفه الشخصي في صفحته في «تويتر» بأنه «إنسان في خدمة الإنسان»، وكما لا يُخفى على الجميع الجهد الذي يبذله في دائرة العمل الخيري والمساهمة في تفريج كرب كثير من الأفراد، وذلك من خلال نشر نداءاتهم عبر قنواته الخاصة في التواصل الاجتماعي، والتواصل مع الجهات المعنية التي بيدها معالجة الحالة، فدائمًا الحس الإنساني نقطة بيضاء في عتمة متكدسة يبدد تلك العتمة.

وكما أن «فرجت مع أبشر» فتحت بوابة نظامية لمساهمة الناس في التفريج عن إخوانهم أصحاب الظروف الصعبة، كذلك يمكن لهذا البرنامج أن يقنن الترويج لعمليات التبرع العشوائية والتي قد يستغلها المتحايلون أو يرتكب مخالفة غير مقصودة، من يجهل نظام جمع التبرعات، وكذلك يحث هذا العمل أصحاب القضايا العالقة للتوجّه لجهة تحت مظلة رسمية بدل مناشدة هذا وذاك عبر الأثير الإلكتروني.

وكما الحقيقة تشير: لتدمير فوضى السلوك الإنساني، اجعل بوابة النظام مشرّعة تحت نورٍ ساطع.

كاتبة رأي في صحيفة الشرق السعودية
شاعرة ومهتمة بترجمة بعض النصوص الأدبية العالمية إلى العربية ، ولها عدَّة بحوث في المجال التربوي.