القيم الفردية وقيم الجمعيات الخيرية
لكل مجتمع قيم وخصائص تشكل ثقافته وهويته وتنعكس هذه الهويات على الأفراد بحيث نرى كل فرد له خصائص تبرز وتتضح في البيئات الاجتماعية والمنظمات ومنها الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاجتماعية لأن أعمالها ونشاطاتها تطوعية خيرية يعني بدون مقابل مادي، فالمتطوع ينضم للجمعية برغبته ممتلكا مهارات وأفكار ورؤى يهدف منها أثبات شخصيته وكيانه في تلك الجمعية التي يعتبر وجوده وتطوعه مرتبط بما يؤمن به من قيم شخصية ورؤى تطوعية واجتماعية.
لهذا كلما توافقت قيم المتطوع مع قيم الجمعية والمؤسسة الخيرية تحمس وتشجع للتطوع بها.
القيم الفردية هي ”الأخلاقيات والمبادئ التي تقوم بالعمل على توجيه الأفراد نحو رغباتهم، واتجاهاتهم والتي تكون نتيجة لاكتساب الأفراد من المجتمع المنتمي له وتعمل على تحريك سلوكياته“، أما القيم التنظيمية الخيرية «المؤسساتية» هي ”مجموعة من الأهداف الخيرية والانظمة والقوانين الداخلية للجمعية التي تعبر عن المفاهيم والمشاريع الأجتماعية، وأساليب إدارتها وأداء برامجها وكيفية اتخاذ القرارات بها“.
التعريفان يعبران عن ارتباط وعلاقة قيم الأفراد «المتطوعون» وقيم الجمعية الخيرية ولأن اعضاء مجلس الجمعيات الخيرية ينضموا للإدارة بواسطة الترشيح والانتخابات فينبغي أن تكون رسالة واهداف وأنظمة الجمعية واضحة وشفافة للجميع فهو حق عام بما أن رسالة الجمعية خيرية واجتماعية لوسطها وبيئتها.
التطوع قيمة متأصلة في أفراد المجتمع ومن حقهم أن يخدموا طمعا في الأجر والثواب والتعبير عن مهاراتهم وكفاءتهم في الجمعية والمؤسسة الخيرية.
في بعض الجمعيات يدخل البعض رغبة في التطوع والعطاء ولكن بعد فترة تجدهم يقل تفاعلهم وعطاءهم وهذا ملاحظ وملموس، ما هي أسباب تراجع العضو المتطوع وضعف تطوعه خدمته.
ينبغي ملاحظة أن قيم الجمعيات والمؤسسات بأنها قيم خيرية واجتماعية وتتوافق بل تتطابق مع قيم الفرد الخيرية المتأصلة خصوصا أن تطوعه لا يحصل عليه مقابل مادي والتطوع يعتبر من الأعمال المستحبة والهوايات التي فيها أثبات الذات اجتماعيا.
لو نطبق هرم ماسلو في الخدمة الاجتماعية والتطوع يتضح أن التطوع يكون في المستويين الرابع والخامس من الهرم: الثقة واحترام وتحقيق الذات واحترام الآخرين له والابتكارات والانجازات، فالمتطوع
تحركه الرغبة وتحفزه الدافعية نحو العطاء وبما أن المتطوعين بعصرنا يحملون شهادات تخصصية ومتساويين في المهارات والمواهب تقريبا يرغبون في تنفيذ ما يمتازوا به من كفاءات.
يفترض أن مجالس إدارات الجمعيات تقل فيها المستويات في الإدارة «عليا ووسطى» واجراءات اتخاذ القرارات بل بعض الرؤساء والقادة يجعل التفاوت والتمايز صفرا حتى يساعد الأعضاء في تحقيق طموحاتهم ويطبقون مهاراتهم.
كفاءة الأداء وجودة الإنتاجية بالتطوع في الجمعيات يعتمد على تفهم من هو في القيادة وفي هرم الإدارة فيطوع الأنظمة والقوانين لرغبات وقدرات الأعضاء المتطوعين، فعندما يعتبر الرئيس نفسه قائدا وموجها ومرشدا بمقدوره يمنح ويوزع المهام لكل عضو، فيشعر العضو المتطوع أنه رئيس في مشروعه وبرنامجه ينفذ براحة نفسية ويحقق ذاته مما ترفع معنوياته ودرجة الانسجام والتوافق بين أعضاء مجلس الإدارة التي تنعكس على بقية الإدارة التنفيذية والتشغلية وتخلق مناخا وديا وجاذبا للتطوع.