أبطال مكة
تفاعلت منصات برامج التواصل الاجتماعي مع هاشتاق بعنوان #أبطال_مكة ، تناول حادثة الحريق المؤلمة التي وقعت في أحد منازل حي الخضراء بالشرائع في مكة المكرمة، وقصة الإنقاذ المصورة والمذهلة التي كان أبطالها المواطنَين إبراهيم حسين عسيري وعبدالعزيز عبدالرحمن الزهراني، اللذين استطاعا الوصول لثلاثة أطفال تحاصرهم ألسنة اللهب والدخان الكثيف في الدور الثاني من المبنى، وقص النافذة الحديدية والنجاح في إنقاذهم بعدما كانت أصواتهم المستغيثة والمليئة بالذعر تعلو من النافذة طالبةً النجدة، في عملٍ عظيم يستحق بالغ الإشادة والتكريم.
كنتُ وما زلت مشجعًا لنادي اتحاد جدة ومغرمًا به، هكذا حينما واجه النادي في الموسم الفائت ظروفًا قاسية جعلته قاب قوسين أو أدنى من الهبوط، تكاتف محبو النادي وقبلهم هيئة الرياضة لدعم هذا النادي العريق وإنقاذه.
اليوم تحملني الذكرى لتلك المكافآت المجزية التي مُنحت للاعبين بعد انتصاراتهم المتتالية، وكذا المكافآت الكبيرة التي تهبها جميع الأندية الكبيرة للاعبيها من أجل تحفيزهم لتحقيق البطولات، لأقول مقايسةً على ذلك: إنَّ ما أقدم عليه هذان الشابان - العسيري والزهراني - هو بطولة إنسانية ووطنية حقيقية تستحق مبادرة لتكريمهما ومنحهما المكافآت المتناسبة مع فعلهما الذي أنقذ ثلاثة أرواح من موت محقق، بعد إذن الله سبحانه وتعالى وتوفيقه لهما.
هذه المكافأة أدعو لها من هذا المنبر نوادينا الرياضية وجميع رجال الأعمال والخير في بلادنا، فمثلما يهب هؤلاء لدعم النوادي الرياضية ولاعبيها المحترفين بأعلى المكافآت، فإنَّ عملا بطوليًا كهذا العمل ينبغي أن يلاقي الاحتفاء المتناسب مع عظم النتيجة التي تحققت للمجتمع، وهذه الدعوة موجهة لجميع المنظمات وليس لجهة دون أخرى.
إنَّ تكريم أولئك الذين قادتهم إنسانيتهم وغيرتهم لفعل الخير دون انتماء لوظيفةٍ تحتِّم عليهم فعل ذلك ودون ترقب لأجرٍ من أحد، هو جانب اجتماعي مهم ينبغي أن تحرص عليه جميع المنظمات المقتدرة ماليًا، ومثلما ينبغي لنا كمواطنين أن نفخر بأي مُنجز وطني أسهم في رفع علم بلادنا في المحافل الدولية، ينبغي كذلك أن نتأكد أنَّ عملًا تسبب في إنقاذ الأرواح والممتلكات من خطر عظيم هو عملٌ اجتماعي وإنسانيٌّ ينبغي أن يُقدَّر صاحبه ويمنح التكريم المتناسب مع القيمة التي حققها للمجتمع، أو الضرر الكبير الذي أسهم في دفعه عنه.