آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:36 ص

وقود الاصلاح الحسيني «5» حنظلة بن مروة الهمداني

حسين نوح المشامع

قال جل جلاله: ”من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا“ «الأحزاب23».

وفي كتاب من الإمام الحسين بن عليّ وهو بمكة إلى أخيه محمّد بن عليّ: «بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن عليّ إلى محمّد بن عليّ ومَن قِبلَه من بني هاشم: أمّا بعد، فإنّ من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام». كامل الزيارات «75».

كما ذكرنا في حلقة سابقة، إن أصحاب الإمام الحسين ، ومن سار على دربه واتبع طريقته كثر، ولكن ليس كلهم استشهد في كربلاء، بل إن البعض منهم قضى نحبه شهيداً مزهوق الروح مسحول الجسد قبل الواقعة بمدة.

ومن بين الذين كانوا على درب الإمام الحسين ، ولم يحضروا كربلاء ليستشهدوا معه، بل استشهدوا قبل وصول الإمام الحسين إلى العراق، وقبل بدأ معركة كربلاء، بالإضافة إلى كونهم مغمورين وغير مشهورين في ثقافتنا المنبرية، هو ضيف حلقتنا هذه.

الإسم الأصلي: حنظلة بن مروة الهمداني

الوفاة: 60 أو 61 هـ .

سبب الوفاة: قتله أهل الكوفة ثم سحلوه.

الإقامة: أهل واقصة

سبب شهرته: انتصاره لمسلم بن عقيل وشهادته.

اللقب: الهمداني

الدين: الإسلام

المذهب: الجعفري «01»

تعريف موجز:

حنظلة بن مروة الهمداني «استشهد سنة 60 أو 61 هـ » من شيعة الإمام علي، دخل الكوفة بعد استشهاد مسلم بن عقيل. «01»

انتصاره لمسلم بن عقيل :

لمّا قتل مسلم بن عقيل وجرى عليه ما جرى، وربطوا رجله بحبل وجرّوه في أسواق الكوفة، مرَّ بهم رجل أعرابي من أهل واقصة يُقال له: حنظلة بن مرّة الهمدانيّ‌، وهو راكب على مطيّة، فقال: ويلكم يا أهل الكوفة، ما فعل هذا الرّجل الّذي تفعلون به هذا الفعال‌؟ فقالوا: هذا خارجيّ‌، خرج على الأمير يزيد بن معاوية، فقال: يا قوم، باللّه عليكم ما يُقال له‌؟ وما اسمه‌؟ قالوا: هذا مسلم بن عقيل ابن عمّ‌ الحسين. «01»

كيفية استشهاده:

بعد أن أجابه القوم بأنَّ الرجل المقتول المسحول هو مسلم بن عقيل ابن عم الحسين ، قال: ويلكم إذا علمتم أنَّه ابن عمّ‌ الحسين، فلم قتلتموه، وسحبتموه على وجهه‌؟ ثمّ‌ نزل عن مطيّته، وردّ يده إلى سيفه، وسلّه من غمده، وحمل عليهم، وهو يقول: لا خير في الحياة بعدك يا سيّدي. ولم يزل يُقاتلهم، حتّى قتل منهم أربعة عشر رجلاً، فتكاثروا عليه حتّى قُتِلوهَ، وربطوا برجله حبلاً، وسحبوه على وجهه، حتّى رُمِيَ على كناسة الكوفة بجانب مسلم بن عقيل . «01»

هذه النبذة القصيرة جداً، والتي لم نستطع الحصول على أكثر منها، نتمنى أن تكون كافية لإعطاء ولو فكرة مختصرة عن بعض من ساهم في نشر الفكر الحسيني، حتى ولو لم يكن من المشاركين في معركة كربلاء، ولكنه لم يأخذوا نصيبهم من الذكر والتبجيل.


«01» «ويكي شيعة» - موسوعة كلمات الإمام الحسين للجنة الحديث في معهد باقر العلوم