الربيع والمكون الخريفي
كثيرة هي اللحظات التي نشعر بأننا واقفون أمام حاجز سميك لانعرف كيف نتجاوزه، ومع مرور الأيام يتحول إلى سد منيع يصعب «تجاوزه»، وربما يتحول مع الأيام إلى خندق نتعايش معه، فنصبح متعايشين مع حواجزنا ومآزقنا كما هي العادة. التعايش بدلا من التغيير.
لعل هذا الوصف ينطبق على ما نسميه اليوم «ربيع، خريف، مؤامرة»، جميعها تصف ما نعيش فيه اليوم، وأصبح الكل يتعايش معها ولايعرف كيف يتجاوزها. «من ربيع عربي، إلى خريف شعبي»، إلى حالة من التعايش مع مشاهد الجثث الملقاة التي تلمعها لنا المذيعة مع نشرة الأخبار المسائية، مصر، التونس، السوريا، اليمن… وقائمة من الدول التي على مشارف الربيع الذي تسلق قطاره الإخوان ليحتلوا المشهد ويكونوا في مواجهة مع بقية المكون الفكري لجميع تلك الدول.
أصبح البحث عن الاستقرار مطلباً لجميع هذه الشعوب، التي تجذرت في مصيرها الكوني لتكون واقفة دائما على ضفاف «التعايش والاستقرار»، راغبة في أوطان تشعرها بعزتها وكرامتها، ولاتتعطل مصالحها اليومية في تلك الفوضى التي يسميها البعض «خلاقة»، والآخر «خناقة». سنتان من المشاهد المتلفزة للوضع في «مصر، سوريا، تونس».. والصراع مستمر بين هذه الجماعات لأن يحكموا سيطرتهم على الشعوب وكأن هذه الثورات الشعبية قامت لهم فقط وليس لجميع أبناء الوطن للحصول على حقوقهم المسلوبة.
نتساءل دائما لماذا كتب على هذا العالم العربي، أن يظل في حالة عدم استقرار أو رهينة لهذه الجماعة أو تلك التي تحدد مصيره دون أن يكون له رأي في المصير؟