هذا ماجناه قلبك
ترددت كثيراً قبل أن اكتب هذا المقال، لكن الرسائل كثيرة تطلب مني خوض هذا الموضوع لاسيما أن الكثيرين من الكتاب والمشايخ والدعاة تكلموا واسهبوا فيه، لكن وضع المجتمع في تردي بل حالات فشل العلاقات الزوجية وفسخ الخطبة والخروج عن راي الوالدين وتدهور الابناء جراء المشاكل في تزايد، وأنا أقف في حيرة أمامكم..
مما انتشر في مجتمعاتنا من الغفلة والاستهتار بحق الوالدين والعادات، لذا وافقت على الخوض في غمار الموضوع، آملة ً أن لا ينشغل شبابنا وشاباتنا بالشهوات الفانيات ويستعدوا للممات الآت. ويتنبهوا لأضرار العشق والهيام بينهم بنيناً وبنات، ابعث بكلمات مليئة بالآلام.، وحروف سطرتها الأقلام، على أوراق تتزاحم عليها النصيحة والكلام، ابعثها إلى كل من كان مغروراً بعشيقته وعلى حبيبته إقباله، إلى كل من كان مفتونا وعلى خُطى الشيطان سار، إلى كل من اقبل على ما يضره تاركا ما يفيده، إلى كل من يخفى عليه الأمر الرشيد وعق والديه في سبيل ارضاء معشوقته، زوجته، إلى كل من ضيع لحظة فى العشق والهيام وقد أحصاها عليه رقيب وعتيد، نقول له انتبه إلى كلامنا فهو لك مفيد وعليك شهيد.
أيها الشاب، الرجل هل كان حلمك وأملك في الحياة الحصول على زوجة، عشيقة،.......... أياً كان اللقب تتعرف عليها من خلال ممشى، موقع للتواصل، بائعة في محل، صديق بعد أن مل منها رماها عليك؟!
صديقة زوجتك؟!!! ممرضة تعرفت عليك اثناء زيارتك لصديق في مشفى؟!............... كثيرة هي الطرق ولكنها جميعاً تؤدي نفس الغرض.
أين عقلك الذي فنى ولم يعد له وجود عندما اخترت من تقترن بها بدون رضا الوالدين، وبدون اختيار من تكون جديرة بتنشئة جيل صالح إن كان الاساس خراب!! وتهدم حياتك بل ومستقبلك!!
لقوله عليه الصلاة والسلام ”تنكح المرأة لأربع: لمالها ولجمالها ولحسبها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك“
هل نتعجب من كثر حالات الطلاق؟! فما بُني على باطل هو باطل مهما طال سوف يفنى، هل الحرية التي اعطيت للمرأة زادت من الانحطاط والفساد في حين كان الهدف هو رقي وحضارة ورفع مكانة المرأة.
اصبحت الفتاة هي تاتي لغاية بيت الشاب بسيارتها تقله معها امام الناس بلا استحياء بل وتصافحه فماذا نقول؟! والخافي اعظم.. اصبح الوالدين لا رأي لهم ولا اعتبار.. اصبح الشاب يشتري سيارة لمعشوقته حتى يسهل عليهما اللقاء المحرم!!!!!!!!!!
حال المجتمع بدأ في التردي... فماذا أقول؟!
الركيزة الاساسية الاسرة، فاذا رب الاسرة عاجز عن ايقاف الانحلال لان الفتاة لا تعتبره انحلال وفساد وانما تقدم وحضارة ومساواتها بالرجل حقها وتجاهلت ان حرية المرأة والرجل هناك حدود شرعية رسمها الدين الاسلامي ولا يحق لنا تعدي الشرع في هذا.
فماذا يكتب قلمي؟ ومن يقرأ لي؟ ومن يعي معنى الكلام فيصلح من نفسه ومن حوله؟!
وهانحن نرى......
أم حنون، ظلمت، وشتمت، وطردت، وأهينت، وضربت، بل وأقصيت إلى دار المسنين من قبل من؟!! إنه من قبل ولدها وفلذة كبدها، من قبل حبيبها وأنيس فؤادها، من قبل ثمرة فؤادها إنه من قبل ولدها!!!.
لماذا كل هذا الجفاء؟! ولماذا كل هذه الغلظة؟! ولأجل من؟!
”۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا «23» الاسراء“
الجواب يقشعر له الابدان..... نعم لأجل حبيبته!!! بل ويضرب والده ويشتمه! ويستدين ويترك الاهل ويتزوج بها! ثم بعد بضعة اشهر يرى خيانتها بنفسه فماذا يعمل؟!
العقل يقول اتركها، طلقها الى غير رجعة، لكن قلبه ضعيف اعمى باسم الحب ولم يعي انه لم يعرف الحب ولم يعشه، فلو عرف الحب فكان حب والديه اولى بمعرفته.
فطاعة الوالدين من طاعة الله، وبرهما من الفرائض، وعقوقهما من الكبائر،
عَنْ أَبِي بَكْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - ﷺ وصحبه وسلم -: «اثْنَتَانِ يُعَجِّلُهُمَا اللهُ فِي الدُّنْيَا: الْبَغْيُ وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ»
الموضوع ليس له خاتمه وانما ايها الفتى، الفتاة... الحياة سوف تقتص منكم مادام من يسيركم الشيطان وبعدتم عن درب الرحمن فالعقاب آتٍ فتحمل وهذا ماجناه قلبك!!