الشباب وإلهام التغيير في رؤية 2030
إن رؤية الحاضر للمستقبل التي تعبر عن طموحات بلادنا في التطور والتجدد، تعتمد في تنفيذها على سواعد أبنائها وشعبها الطموح المتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقا. وبفضل ما أنعم الله به على هذه البلاد من طاقات بشرية واعدة، وثروات طبيعية كامنة، ومصادر قوة حيث تهفو إلى بلادنا أفئدة المسلمين في الحرمين الشريفين، أطهر بقاع الأرض، وقبلة أكثر من مليار مسلم، وموقع جغرافي إستراتيجي يربط القارات الثلاث، وامتلاك قدرات استثمارية ضخمة، من هذه العوامل جميعها ترتكز رؤية المملكة 2030 وبها تستشرف الآفاق وتتخطى العقبات.
وفي حديث لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، صانع الرؤية الحديثة للمملكة، إلى جريدة الشرق الأوسط أعرب سموه عن فخره واعتزازه بأن المواطن السعودي أصبح يقود التغيير وأن رؤية المملكة انتقلت من مرحلة التخطيط للتنفيذ على جميع الأصعدة وأننا بدأنا نرى النتائج على أرض الواقع، كما أشار إلى أن «كثيرين كانوا يقولون له إن أصعب ما سيواجه في التحول الإستراتيجي هو المقاومة»، أي مقاومة التغيير الطبيعية الموجودة لدى البشر، ولكنه رأى «أن هذا العامل ضئيل جدا في الشباب السعودي الذي صار يتسابق ويقود التغيير».
في علم الإستراتيجيات، عندما يزمع القائد أن ينفذ خطة أو رؤية ما، فإن أمامه خطوتين الأولى هي التخطيط وهذه الخطوة تتطلب وضع الخطة كاملة بمواردها المالية والبشرية والإدارية من هيكلة وتنظيم، وهذه الخطوة تتطلب إمضاء القلم والاعتماد، ولكن الخطوة الثانية المهمة هي توجيه التنفيذ، وهذه لا تحتاج إلى إمضاء القلم وحسب، بل تحتاج إلى عقول وأيدٍ وروح جماعية من العاملين تمضي في تنفيذها مع تسخير كافة الموارد اللازمة نحو تحقيق الرؤى، وفي بحث أجرته شركة «Brian & company»، اتضح أن 65% من المبادرات والإستراتيجيات تحتاج إلى تغيير سلوكي بشري لتنفيذها، وخلاصة البحث أن تنفيذ الإستراتيجيات يتطلب تغييرا جدريا سلوكيا للعاملين، وأن القائد يحتاج أن يُلهِم روح التغيير ليكسب عقول وقلوب العاملين معه.. وهذا أمر ليس من السهولة بمكان..
وهذا ما حدث في تحقيق رؤية المملكة 2030، في تنفيذ إستراتيجيات الرؤية على أرض الواقع وخروجها من التخطيط للتنفيذ، هو أن قائد الرؤية أو صانع الرؤية، هو المُلهِم للتغيير، وهذا ما أجاده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، في توجيه وإلهام الشباب الطامح في هذه البلاد المباركة نحو إدارة عجلة التغيير وأصبح الشباب هم قادة التغيير لا معيقوه، ضمن رؤية متكاملة وبرامج تنفيذية محفزة للاقتصاد والنماء، تُحسن من جودة الحياة، وتُنمي من الاقتصاد، وترسخ مفهوم الحكومة الفاعلة وروح المواطنة المسؤولة.. أصبح الشباب هم القوة الدافعة والمحرك الأساسي للتغيير، لأنهم لمسوا على أرض الواقع وخلال فترة وجيزة من عمر الزمن، بوادر جديدة لازدهار وطن يعيش أفراده وفق المبادئ الإسلامية ونهج الوسطية والاعتدال، معتزين بهويتهم الوطنية، وفخورين بإرثهم الثقافي العريق في بيئة ايجابية جاذبة تتوافر فيها مقومات جودة الحياة للمواطنين وبدأوا في تلمس ملامح حكومة فاعلة عززت من الشفافية والمساءلة وشجعت ثقافة الأداء من خلال برامج تنفيذية للرؤية، وهُيئت الأرضية الملائمة للمواطنين وقطاع الأعمال والقطاع غير الربحي لتحمل مسؤولياتهم وأخذ زمام المبادرة في مواجهة التحديات واقتناص الفرص.