آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

تساؤلات مسيحي

ريان المصلي *

كثيراً ما يتم النقاش مع المسلمين في الغرب وتطرح إشكالات دينية من عامة الناس وأحياناً من المتخصصين في مجال الدين. بعضها تشكك في قضايا عقدية والأخرى تحاول خلق تناقضات في القرآن على سبيل المثال. لعل السبب ورائها ”التحول“ للديانة التي يرو صحتها من منظورهم. دار بيني وبين أحد رجال الدين المسيحيين نقاش وأحببت سرده في هذه الأسطر ب ”هو“ و”أنا“.

هو: هل قرأت الكتاب المقدس في السابق

أنا: قرأت أجزاء منه ووجدت نقاطاً مشتركة بيننا

هو: أكثر ما يعجبني في الكتاب المقدس ورود الحياة اللا منتهية في الأرض، هل لديكم هذا الاعتقاد في الإسلام؟

أنا: نحن لدينا الجنة والحياة الأخروية الأبدية، ونعتقد أنها الحياة الحقيقية.

هو: الإنسان لم يخلق إلا ليعيش في الأرض، فالإله خلقها له.

أنا: ألم يكن نبي الله آدم والسيدة حواء في الجنة؟

هو: نعم ولما أكلا من الشجرة أنزلهما الإله.

أنا: أيهما أفضل الجنة أم الأرض؟

هو: بالتأكيد الجنة وما هو حول الإله أفضل.

أنا: أنا كإنسان أطمح للوصول للأفضل وهي الجنة، لماذا لا يكافئ الله سبحانه الطائعين بها؟ ستكون أفضل نتيجة.

هو: الأرض ستتغير وتتحسن وسنعيش في حياة جميلة أفضل من حياتنا هذه، فبتالي أنا مثلاً لا أحتاج إلى الذهاب للجنة فالأرض تكفيني للعيش الرغد.

أنا: الجنة في اعتقادنا فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، أنت لم ترها فبالسهل قول هذا الكلام، لكن لو رأيتها لغيرت قرارك لكبر الفراق بينها وبين الدنيا.

هو: لدينا فقط حواسنا الخمس لتلقي المعلومات فإذا الجنة لم تر مثلها عين كيف لنا أن نؤمن بها.

أنا: لو لديك ألم هل استطيع إحساسه بحواسي الخمس؟

هو: لا

أنا: مع أنه موجود إلا أني لا أحسه، فمعطياتنا لا تقتصر على الحواس الخمس فلدينا عقل يمكننا من خلاله معرفة ما تجهله حواسنا.

هو: إذاً لماذا خلقنا في الإرض؟ أوليس للعيش والخلود فيها؟ لماذا يدمرها وينقلنا لمكان آخر، هذا نقض لغرض إنشاء الأرض وهل هذا يعقل؟

أنا: خلقها لتكون دار امتحان وابتلاء مؤقت لنا، هذه ليست هي الحياة الحقيقية، الحياة الخالدة في الدار الآخرة. حيث يكافئ المخلصون ويعاقب المقصرون.

هو: نحن نعتقد بأن هناك مكافئة للمطيعين وهي تخليدهم في هذه الأرض، يحيي من مات منهم ويعيشو في حب ووئام إلى أبد الآبدين. والمقصرون يعاقبهم بعدم إحيائهم، فلا يعيثو في الأرض فساداً.

أنا: لو أعاث إنسان في الأرض وخرب فيها وقتل البشر سيعاقب فقط بعدم إحيائه! بعض الناس لايريدو الحياة، فهذا تشجيع لهم للتخريب، إذ أن العقاب هو نفسه الموت.

هو: كيف سيعاقب شخص تحلل جسده ولم يبقى فيه شيء، وتحلل عقله فلايوجد فيه ذكريات يحاسب عليها؟

أنا: من أوجده من العدم بالتأكيد قادر على إعادة جسده، ولو تحلل دماغه، فآثاره في الدنيا قد تبقى لمئات السنين أو أكثر. هل يعقل أن لا يحاسب ظالم على ظلمه، لدي تساؤل أتمنى أن تمتلك إجابته، لو صدر ظلم من شخصين س وص من البشر، الأول كذب والثاني لم يترك ذنب ولا معصية إلا ارتكبها بما في ذلك قتل العشرات من البشر، هل سيكون حسابهما واحد «عدم الحياة»، هذا يتنافى مع العدل الإلهي ويكون سبباً في التشجيع على الظلم إذ أن العقاب فقط واحد، لو كان الخالق غير عادل لما عبدته!

هو: الخالق محب لنا كأبنائه، هل تعاقب أنت أبنائك بالحرق أو ماشابه؟

أنا: المسألة متعلقه بالعدل، فالظالم إذا لم يعاقب يختل النظام، ألا يعاقب السارق والقاتل هنا في حياتنا التي نعيشها؟

كذلك لازم ماذكرته أنت وجود ثلة معينه فقط من الأشخاص تبقى في الأرض وانتفاء ربما المجموعة الأكبر من الخلق.

هو: نعم. لأن من يطيع فقط يستحق الحياة الخالدة.

أنا: في اعتقادي كل من خلق سيعود يوم الحساب لينال جزائه على ما عمل من عمل. فلن يفلت من العقاب الحقيقي أي ظالم.

هو: ما ذكرته لك من أمور هي ماوردت لنا في الكتاب المقدس، لم يرد لنا عقاب إلا هذا.

أنا: في اعتقادي أن الله سبحانه وتعالى سيحاسبنا لا على ما ذكر في الكتب المقدسة، بل سيحتج علينا بعقلنا قبل كل شيء، فهناك أمور لا يقبلها العقل. عقلنا يوجهنا لعبادة الخالق الواحد العظيم العادل الرحيم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
بشير محسن
[ المملكة العربية السعودية ]: 3 / 6 / 2019م - 1:50 ص
يوجد في كلامه تناقض واضح وصريح فكيف بمقدرة الخالق ان يحيي من امن و عمل صالح ولا يستطيع ان يحيي من كفر وعصى؟
اذ انه ذكر:
(هو: نحن نعتقد بأن هناك مكافئة للمطيعين وهي تخليدهم في هذه الأرض، يحيي من مات منهم ويعيشو في حب ووئام إلى أبد الآبدين. والمقصرون يعاقبهم بعدم إحيائهم، فلا يعيثو في الأرض فساداً.)
وذكر في المقابل:
(هو: كيف سيعاقب شخص تحلل جسده ولم يبقى فيه شيء، وتحلل عقله فلايوجد فيه ذكريات يحاسب عليها؟)

مع الشكر الخالص للدكتور ريان
تحياتي
ابو انور
طب باطني وأمراض صدرية أستاذ مساعد -كلية الطب بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل