الجنبي أيقونة النجاح
وقف ينظر إليه، حين ارتقاء السلم.
- كيف حالك.
- الحمد لله بخير.
- أينك، لم نراك منذ زمن.
- يكفي أن ترى عملي.
كانت لحظة عابرة، لكنها تحمل الكثير من المعاني، الكثير من المعطيات، اللغات، الآن يستذكرها. يقال: كلما زاد وعي الإنسان، ثقافته، تجده صامتًا. لا أعلم كيف تنتابني هذه الحوارية الآن، ونحن نستقبل الفرح العميق بوصول فريق العدالة إلى دوري الأضواء، وما نسجه المدرب الوطني رضا الجنبي، الرجل الذي لا أبالغ حين أسميه ”أيقونة النجاح“. لن أتحدث عبر أحرفي، وهي تعانق القرطاس عن الرياضة، فلسفتها، فإن لها مبدعيها، الذين يعرفون دهاليزها - ولست منهم -. أن تكون ناجحًا، أن تكون على درجة عالية من الثقافة والوعي، تمتلك ”كاريزما“، تمتزج في شخصيتك، هكذا أراه - الجنبي -، حين تجالسه، تشعر بأنك أمام رجل، يتقن لغته، يستجيب لتأملاته، ينتعش في صمته، يتحلى بالهدوء، الذي يعرف ما يريد، منتشيًا بألوانه.
لم يكن المرض، يثنيه عن عزمه وطموحاته، عن تطلعاته الرياضية، يستفيق في كل صباحاته على الأمل، عشبيًا بذاته، يحدق في خيوط الشمس، ليبدأ يومًا جديدًا، يحذوه المستقبل، ليكون ناجحًا، فإنه بعد صعود فريقه الثقبة إلى مصاف الدرجة الأولى، يتألق حضورًا، مع العدالة، ليأتي في دوري الأضواء. هنا، يهمس - الجنبي رضا -، أن لا مستحيل باتجاه الحلم، وأن النجاح، يكمن في أن نتعلم ماهيته، طرقه وأساليبه. نعم، لا أبالغ حين أقول: إن المدرب الوطني رضا الجنبي، المنحدر من بلدته القديح، يمثل أيقونة، ينبغي دراستها، أن نجلس بين يديه، لنتعلم من فكره الوضاء، ما يمكننا تعلمه. إن المنجزين، هم كتاب، يتضمن المعاني الحبلى بالنجاحات، فإن وقعت أعيننا على صفحة منه، نتعلم حرفًا من أبجدياته، لنكملها الأبجدية.