آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

أفضل الساعات

رضي منصور العسيف *

روي عن رسول الله ﷺ أنه قال: ”شهر هو عند الله أفضل الشّهور، وأيّامه أفضل الأيّام، ولياليه أفضل اللّيالي، وساعاته أفضل السّاعات،“ [1] 

ماذا يعني لك الوقت؟

«إن الزمن الذي نعيشه، والوقت الذي نحياه، إنما هو جزء من كياننا الكبير، وقيمته ليست كما يقول المثل «من ذهب» فحسب، وإنما هي أغلى بكثير منه، إذ لا مقايسة بين قيمة الذهب وقيمة الوقت، وذلك لأن الإنسان يستطيع أن يحصل على ما يريد من الذهب بهذا الوقت، لكنه يستحيل عليه إعادة دقيقة - بل ثانية - من عمره وحياته، ولو دفع كنوز العالم ثمناً لذلك». [2] 

الوقت يمضي سريعًا

إن أيام شهر رمضان لا تأتي سوى مرة واحدة في العام وهي ﴿أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ [البقرة: 184]؛ تتميز بسرعة انقضائها، لهذا علينا استثمار كل ساعة فيه للخير والعمل الصالح، والتسابق إلى الخيرات، وعدم تضييع أي دقيقة في التوافه والهامشيات.

كيف تجعلها أفضل الساعات؟

عندما تقرر أن تكون ساعاتك أفضل الساعات فأنت تسعى لتنظم وقتك وستجد أن لكل أمور وتفاصيل حياتك مساحة ونصيب من قتك، تجد لنفسك، لأهلك، لأصدقائك، لعملك نصيب ووقت من وقتك، كما أنك ستتميز بالمثابرة في العمل والنشاط والحيوية والجد والاجتهاد للوصول نحو الأفضل.

وإليك بعض النقاط المهمة:

1» قرر واعقد العزم على أن تستثمر شهر رمضان، وأن يكون شهر تغيير، وأن تكون جادًا في إحداث انعطافه في مسيرة حياتك، وحدد ساعة التغيير الذاتي التي تأخذك إلى رحاب الفالحين.

2» التخطيط الذكي: فبدون تخطيط سيمضي شهر رمضان بأيامه ولياليه كغيره من الشهور. إن شهر رمضان يعد كنزًا يحتاج إلى خارطة «تخطيط» للحصول على تلك الجواهر والنفائس الثمينة.

3» شعارك الرمضاني: اجعل لك شعارًا فهذا يحفزك للعمل وزيادة الإنتاج، كأن يكون شعارك: ”وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ“ طه آية84

أما آلية التنفيذ فستكون بإعداد برنامج روحي وقضاء ساعة للمناجاة والذكر، والحرص الشديد على تنفيذه.

4» حدد أهمية الأعمال:

يجب أن تجلس مع نفسك وتحدد أهمية كل عمل تقوم به:

أعمال مهمة «البرامج العبادية»

أعمال أقل أهمية «السهر السلبي»

أعمال غير مهمة «وسائل التواصل الاجتماعي السلبية»

إن هذا التحديد يجعلك تحافظ على وقتك، وتقضي الوقت المناسب لكل عمل حسب أهميته.

5» استفذ من تقنية الطماطم لتنظيم وقتك

هل سمعت من قبل عن تقنيّة «بومودورو» أو تقنيّة الطماطم؟ إنها تقنيّة لزيادة الإنتاجيّة التي تستند على إعداد دورات للعمل.

تبدأ الدورة خلال 25 دقيقة متواصلة من العمل، وفيها تركّز كلياً على مهمة ما. في نهاية ال 25 دقيقة، تقوم باستراحةٍ مدتها 5 دقائق وبعدها تعود إلى تنفيذ دورة أخرى من العمل مدتها 25 دقيقة من العمل وبعدها 5 دقائق من الاستراحة وهكذا…

بعد إتمام 4 حلقات، تقوم بإجراء استراحة مدتها تزيد عن 20 دقيقة. وهكذا تستفيد من يومك بشكل كبير جدًا ويمكنك أن تكون أكثر إنتاجيّة دون أن تشعر بالتعب.

تطبيق هذه التقنية على أعمال شهر رمضان:

25 دقيقة لقراءة القرآن

25 دقيقة لقراءة الأدعية

25 دقيقة لقراءة كتاب

25 دقيقة للاجتماع مع الأسرة وخلق أجواء من المحبة والتعاون.

6» استفد من أوقات الانتظار واجعله وقتًا ممتعًا مفيدًا من خلال الاستفادة من التطبيقات العلمية والثقافية المتوفرة في الأجهزة الذكية.

7» اشغل نفسك بالأهم ودعك مما يضيع وقتك ولا يحقق أهدافك وطموحاتك العالية، ورد عن الإمام علي أنه قال: ”من شغل نفسه بما لا يجب، ضيع من أمره ما يجب“ [3] .

[1]  مفاتيح الجنان



[2]  وقتك حياتك، ص 9، السيد محمد العلوي



[3]  بحار الأنوار ج78 ص 53

كاتب وأخصائي تغذية- القطيف