آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

الشقيقتان السعودية والعراق يجمعهما السلام

عبد الواحد العلوان

المملكة العربية السعودية في سياستها مع شقيقاتها عودتنا على شيء مهم جداً، وهو السلام والحظن الكبير، فهي الأب والأم والأخ والأخت لكافة الدول العربية والأسلامية على وجه العموم، وللدول الخليجية الشقيقة على وجه الخصوص..

العلاقات الثنائية والتي كانت ولاتزال بين السعودية والشقيقة العراق كانت منذ الأزل وقبل عهد الرئيس السابق صدام حسين، علاقات مزدهرة وعلاقات قوية جمعت بين دولتين متراميتين في الجغرافية والأقتصاد والنمو والأزدهار والعلم، ومرت على ملوك السعودية عقود من الود والمحبة والدعم لأخوانهم في العراق الشقيق..

عودة العراق للحظن العربي، هي عودة الغائب بعد سنوات من الهجرة بعيداً عن العروبة، حلم كان يراود العرب، وهو بمثابة صفقة عربية عربية، جمعتهم العروبة والأسلام والسلام، ونبذ الكره والتسامح، بلادي في حين أنها فتحت الأبواب على مصراعيها للعراق، هي دلالة واضحة بأن المملكة العربية السعودية، تود الخير للعراق، وتود أسترجاعها لحظنها العربي، ومقعدها العربي بين مصاف الدول العربية، وتود بذلك إيصال الرسائل الكبيرة بأن الأخ الأكبر لايقبل بأن يتنازل عن أخيه الأصغر ولا عن شقيقته لأي حظن كان فرسي او غيره..

العراق أرهقتها الحروب بدأ من حرب العراق وأيران والتي أستمرت 8 سنوات، وقتلت الحرث والنسل والأنسان وأكلت خيرات البلاد العراقية..

والغزو العراقي للجارة الكويت وماخلفه من دمار للعراق والكويت، جراء سياسة الغاب، والتي أنتهجها الرئيس السابق صدام حسين، مع أقرب جيرانه، وحتى أن دولتنا السعودية لم تسلم من صواريخ العراق، فكانت الخفجي وحفر الباطن والظهران، وغيرها من مدن النفط والتصدير النفطي بالمملكة، تحت مرمى وأهداف الصواريخ العراقية..

ولم ينتهي العراق من الحروب حتى آتاه الأرهاب، والفتن، وداعش، من كل حدب وصوب، وغيرها من الصراعات بين التيارات الدينية والتيارات السياسية، والتي جعلت العراق المجيد والعظيم، يتخلف عقود طويلة للوراء، فلو نظرنا للعمق العراقي والأقتصادي والتنموي والتعليمي والصحي للعراق، جميعها أنهارت وأصبحت غير موجودة، وكأن العراق يعيش في حقبة زمنية ماضية ويحتاج لعشرات السنوات حتى يستعيد دوره العربي والأقليمي، وبفضل إرادة قيادتنا السعودية ووقفة الأخوة العرب الأشقاء ودول التحالف سيكن العراق بمأمن في الحظن العربي العربي..

أصبحت الطبقية هي من تحكم العراق..

الغني يعيش في الرفاهية والقصور، والفقير يقتات كسرة الخبز من الطرقات، والماء وهو أبسط سبل الحياة في بعض المدن العراقية ك البصرة وغيرها، يموتون بسبب فقدهم المياه النقية والصحية والقابلة للشرب، هنا جاء دور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حينما تبرع ببناء مدينة رياضية لشقيقته العراق، وحينما تبرع ب 2 مليار دولار، وحينما قام ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله بهندسة العلاقات ووضع الأطر الدبلوماسية لأنطلاقة عهد جديد يحمل بين طياته الخير والسلام من جانب المملكة العربية السعودية للشقيقة العراق..

في تلك الرحلة الجوية السعودية التي كان على متنها رجال السياسة وعدد من الوزراء وكبار الأقتصاديين والتجار وعدد كبير من رجال الأعمال، حطت رحالها مطار بغداد بعد أنقطاع دام طويلاً بين الشقيقتان، وهنا بدئت ترتسم الأحلام على الواقع، لتعلن للبائسين وللدول التي تراهن على العلاقات السعودية العراقية بأنها مصالح مشتركة، خابت أمانيكم وفاز الشعب العراقي بقلب قيادة السعودية والشعب السعودي..

في أهم القرارات والأتفاقيات التي تمت بين الدولتين، هي أتفاق على المجلس التنسيقي بين السعودية والعراق والذي يضمن التنسيقات المشتركة بين البلدين في كافة الأدوار التي تهم المشاورات وغيرها..

نعم وإن كانت مصالح مشتركة، فهذا شرعي وجائز أن تطمح كل دولة لترتيب دور أصدقائها، ولترتيب مصالحها، وترتيب الدول التي تستطيع حمايتها، من غدر جيرانها كالأطماع الإيرانية في الحصص العراقية، وحماية أقتصادها على وجه الخصوص، والتبادل الأقتصادي مهم جداً في العلاقات الودية بين الدول..

فالمملكة العربية السعودية لها طموح مشروع مثلها مثل أي دولة من دول العالم، وطموحها يعتلي قمم المجد هو ”السلام“ والبناء في الأنسان، نعلم بأن المملكة هي وجهة العالم الأسلامي، وهي مهد التوحيد، ومهد الرسالة، ومن هذا الدور يأتي دورها الأقليمي الكبير والعظيم أتجاه جيرانها وشقيقاتها العرب..

بلادي لا تطمح في أموال ولا أقتصادات ولا مصالح تكتلية ولا أهداف تكتيكية من الدول، بل مصلحتها الأولى هي مصلحة جيرانها والمسلمين والعروبة هي من تحرك الدور السعودي لشقيقه العراقي وأبناء شعبه العظيم، مصلحة بلادي هي مصلحة السلام والبناء والنمو، مصلحة بلادي هي نشر أخلاق الأسلام بالبذل والمساعدة والوقوف الأنساني الحقيقي مع كافة جيرانها..

وفي الوقت الذي تدعم المملكة العربية السعودية الشعوب العربية والأسلامية، هناك في تلك الزوايا المظلمة، تقوم بعض الخلايا النائمة، وبعض الأحزاب الأرهابية، وبعض الحملات الأعلامية اللئيمة، على المملكة قيادة وشعب، وبعد ماقدمت المملكة طيلة العقود الماضية لقضايا فلسطين كاأعظم قضية دعمتها السعودية مالياً وأقتصادياً وسياسياً، يأتيك من ينبح ويكتالب على بلادي، ويحمل عليها الحملات المغرضة، بأنها خائنة، وتبيع القضية الفلسطينية، وهل الجزاء الأحسان إلا الإحسان..

لكن في كل يوم يمر

قيادة المملكة العربية السعودية تلقي الدروس والحكمة في السياسة، والعلاقات مع الدول، حتى مع أعدائها فهي تداوي وتبلسم الجراح، وتصبر وتتأنى في الردود لعل الله بعد ذلك يحدث أمراً، بلادي أن ردت ردت بحزم، وأن صمتت صمتت عن حكمة وعن فلسفة سياسية لاتجيدها بعض الدول في التعامل مع الكبار، هكذا دور الدول الأقليمية والعظيمة والكبيرة، نأخذ دور تركيا كاقرب مثال.. وسياستها القمعية ضد شعبها وضد الشعوب الأخرى، ومحاولاتها المستمرة في زعزعة البلدان المجاورة، وحملاتها المغرضة ضد قيادة الوطن السعودي، ومع ذلك أتخذت المملكة في تعاملاتها مع الساسة الأتراك، تعامل دبلوماسي يبقي العلاقات منفتحة على بعضها ولكن بحذر شديد، ومع كل ماقامت به تركيا ضد المملكة من حملات تشويه السمعة، ومحاولة زرع الفتن، فإنها فشلت وفشلت فشلاً ذريعاً، ولم تؤدي تلك الحسابات إلا إلى سقوط الحزب الأردوغاني للهاوية، كانت نتائج الحكمة السعودية والصبرالسياسي هي الختام، ولكن هل تتعض تركيا ومن يقف معها وخلفها بإن السعودية خط أحمر، وأن السعودية دولة لاتلعب دوراً أصغر من دورها الريادي والعالمي والأقليمي..

السعودية منفتحة على كافة الدول، وسياستها الحكيمة وبعد النظر وماتتمتع به من هدوء ونشاط، ومقابله جهود دبلوماسية لتكن رائدة في الوساطات بين الدول التي أنهكتها الحروب والأنقسامات الداخلية، بقيت المملكة في دور رائد مع جارتها العراق، أخذ منعطفاً إيجابياً كبيراً، بإن الدور السعودي والعراقي في العلاقات حاضر وبقوة خلال الأيام والشهور القادمة، وبإن العلاقات منفتحة على بعضها البعض، وبإن الأنسجام تعدى مراحل كبيرة، ووصل لتوأمة وأتحاد بعض الأفكار مع بعضها البعض، هنا أستشعرنا كم محبة الشعب العراقي لأخوانهم الشعب السعودي، وكم أستشعرنا بفقدان شعب العراق طيلة العقود الماضية، حتى جائت اللحظات التي نشعر بقربهم ومحبتهم ومودتهم..

العراق والسعودية بإذن الله سيكونان عنوان العلاقات البارزة القادمة، وتكون الدولتين في دعم بعضهم البعض في كافة القضايا، بدأ من محاولة التصدي للأرهاب، والملفات الأمنية، والملفات التجارية والتبادل التجاري، بعد ماقررت الخارجية السعودية فتح 3 مكاتب قنصلية في عدد من المدن العراقية، وفتح المعابر البرية، والسعودية تحدثت عن خطوات جبارة لمساعدة العراق في نهضته والقضاء على نسب البطالة، بفتح قنوات اقتصادية تساعد الشعب العراقي من تجاوز محنته الحالية..

السعودية والعراق أكبر مثل نقدمه للعروبة والعرب في التقارب السياسي والتجاري والأقتصادي والذي سيستمر مع الوقت وروداً وزهوراً لكل الشعوب العربية، أتى بوقته الهام لكل من الدولتين..

دمت بخير يا أعظم وطن ودام عزك يالأخضر ويا أغلى تراب، فيك ننتشي هوانا، وفيك نفتخر بأنجازات، وفيك نشوف الطموح عنان السماء..