من أين يبدأ التحرش بالأطفال؟
هناك أكثر من تعريف لمعنى التحرش، ولكن دعونا نأخذ التعريف العام في الأوساط العلمية والنفسية، وهو «التعرض الجسدي بالقوة مما ينتج عن ذلك حالة من العنف، والغرض من ذلك إشباع الغريزة البهيمية»، وحسب الإحصائيات تقول: «إن أغلب حالات التحرش الجنسي لا يحدث عادة من الغرباء وإنما يكون داخل البيت العائلي»، أي الأسرة بوجه عام، وليس بيت الطفل نفسه، وربما يكون العامل الرئيسي وراء ذلك الثقة العمياء في الأقرباء وذويهم.
وهنا لابد من توضيح الصورة بشكل أكبر، فعزوف الآباء والأمهات عن الإجابة عن الأسئلة الملحة عند الأطفال، مثل: ما معنى الأعضاء التناسلية عند الذكور وعند الإناث؟ يجعلهم يبحثون عنها في المدرسة والشارع والأقارب المتحررين والمنفتحين بشيء من الصراحة الفجة، مما يسبب عندهم تصورًا يصبح مع الوقت رغبة في التجربة دون فهم المعنى.
يرى المختصون في هذا المجال، أن الأطفال البنات والأولاد عند سن ثلاث أو أربع سنوات لهم أعضاء تناسلية مختلفة، وقد نجد بعض الأطفال يسعى إلى استكشاف الأعضاء الجنسية له، فكما يتعلم الأطفال المشي والكلام، فإن ذلك يترافق مع رغبة الطفل في التعرف على أجزاء جسمه، ومن ذلك الأعضاء التناسلية.
ومن هنا نقول: إن من المهم فتح هذا الموضوع بأسلوب بسيط يشبع تساؤلاتهم دون أن يثير عليهم الاستفهامات المغلوطة، والتي تجدها بشكل كبير وواضح الآن في وسائل التواصل الاجتماعي، وبالأخص في «السناب شات والانستغرام».
لغة العنف مع الأطفال لا تولد إلا مزيدًا من الغموض معهم، ويفتح الباب على مصراعيه للتنفيس مع أصدقائهم المقربين، ولا ندري عن مستوى التربية لهؤلاء، فإذا كانوا على قدر من القيم والأخلاق انعكس عليهم.
الأمس غير اليوم، فمن السهل تلقي طلبات الصداقة والتعرف على شخصيات من كل أنحاء العالم، والالتقاء معهم في مكان معين، فالأطفال غالبًا في هذا العمر لا يدركون مخاطر العلاقة ولا الهدف منها، لأنهم بسطاء وعلى نياتهم.