فيديو.. هكذا يعبأ التمر ”الخنيزي“ في القطيف قبل نصف قرن
كشف الباحث التاريخي المعروف عبدالرسول الغريافي عن جانب من ارشيفه المصوّر الذي رصد من خلاله عملية ”كناز التمر“ على الطريقة التي كان أجدادنا يسيرون عليها منذ أمد بعيد.
وقدم الغريافي في حوار خاص لـ ”جهينة الإخبارية“ ما وصفه أكبر عمل ”فلاش باك“ عن النخيل في محافظة القطيف تم تنفيذه قبل 11 سنة والذي ركز على موسم ”النخلة الخنيزيه“ وأهميتها في عصر ما قبل الخمسين سنه مضت.
وأضاف بأن ”كناز التمر“ أي تعبئته في أوعية من الخوص ”القلال“ غرضه الحصول على منتجين في آن واحد؛ حفظ التمر في القلال بعد الكناز، ثم تخزينه في غرف خاصة وتسمى ”الكناديد“ لإستهلاكه محليا في فصل الشتاء أو لبيعه، وكذلك للحصول على الدبس أثناء تخزينه.
وعن هدفه من تصويره الأحداث الماضي بتقنية ”فلاش باك“ هو إحياء أحد أهم جوانب الروافد الأقتصاديه القديمه في القطيف وهو دور الرطب الخنيزي.
واستغرب من تقليل البعض من شأن الرطب الخنيزي ومكانته الإقتصاديه معللا بأنهم يجهلون دوره في تلك الأيام الخوالي.
ويضيف بأن الكثير من العوائل من أهالي القطيف في ذلك العصر اعتمدت على ما يدره ”الخنيزي“ عليها من أرباح ”بل وقد جلب الثراء للعديد من الناس الذين تعاملوا معه في بيعه والإتجار فيه“.
وتبدو فكرة استعادة بيئة قطيفيه انقرضت بكاملها هي فكرة كانت تراود الباحث التاريخي المعروف عبدالرسول الغريافي منذ زمن بعيد.
وقال الغريافي التصوير بتقنية ”فلاش باك“ صعب التنفيذ ومكلف ماديا ومرهق في الأداء ومستغرق للوقت، فمن أجل لقطة فوتوغرافية واحده أو مقطع سينمائي تبدل خلاله مجهودات مضنية قد لايشعر المشاهد.
وتابع انه في سبيل الخروج بواقع مماثل لبيئة القطيف قبل خمسين سنة حرض على مكان التصوير وكان بستانا يقع وسط غابة خضراء من نخيل القطيف عاليه اضافة لأشجار الليمون والتين والرمان والبمبر والبوبي ونظام ري تقليدي.
وكذلك الحال بالنسبة لشخصيات الفلاحين وبقية العاملين فقد حرص أن تكون ملابسهم بنفس ملابس الفلاحين لذلك العصر.
وحول الارشيف المصور الذي بين يديه يقول الغريافي ان له دورا فعالا بالنسبة لأنشطته التوثيقيه والكتابيه وكذلك في معارضه التي شارك فيها من أجل تعريف الكثير على هذه الغلة الإقتصادية.
وأكد بأنه قام بتزويد الكثير من المؤلفين والباحثين بكثير من هذه اللقطات وكذلك استعان بها الطلاب في رسائلهم العلميه واستخدم الكثير منها بنفسه لكثير من بحوثه وكتاباته وعند اعداده لبعض العروض أو الندوات.