السعودية الجديدة التي أعجبتنا
بعد الانتهاء من مناوبة المستشفى والمليئة بقصص قلوب أضناها التعب عائدة إلى منزلي لفتت انتباهي لوحة إعلانية كُتب عليها «فيكم وناسة» خطرت في رأسي ألف فكرة، لم يكن منها ما حدث خلال شهر مارس الماضي في المنطقة الشرقية، فقد تجاوزت المنطقة حدود الوناسة ووصلت إلى أعلى مستوياتها على جميع الأصعدة الفنية والاجتماعية والاقتصادية، شهدت المنطقة الشرقية موسماً رائعاً في تسع مدن تميزت بالتنظيم الذي أقل ما يقال عنه «ولا غلطة»، وشهدت إقبالاً رائعاً حسب إحصائية القائمين على موسم الشرقية ما يقارب مليوني زائر مما يعني نمو اقتصادي وثقافي تشهده المنطقة، إضافة إلى ذلك تعزيز فكرة التطوع.
شاهدت ذلك متجلياً في إبداع ابنائنا وبناتنا وقدرتهم على التمتع بحس اللطف والشعور بالمسؤولية، الدهشة التي خلفها موسم الشرقية في ذاكرة كل من حضر بدءًا من مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» وما شهده هذا الصرح العظيم من حوارات علمية وثقافية مروراً ب «أوركسترا» بيت العود والذي مَثل مشهدًا مُهيباً على مسرح إثراء تمثل في عزف الفنان نصير شمه وفرقته الرائعة، وانتهاء بموسم مهرجان الافلام السعودية في نسخته الخامسة.
هذا ليس كل ما حدث، هل تعلمون أن موسم الشرقية مُتمثلاً في هيئة الترفيه لم يُلزم أصحاب «البوثات» بأي مبالغ مقابل تواجدهم في تلك المهرجانات مما يزيد من إقبال الشباب لما في ذلك من تشجيع ودعم لهم.
من جهة أخرى وفي اتجاه القبلة القديمة للشاعر جاسم الصحيح والهوى الدائم تقام الامسيات الشعرية في قصر ابراهيم في الأحساء ومعارض فنية تتخللها جلسات حوار ثقافية واجتماعية، كانت فعلاً «مذهلة» كما كان يشدو الفنان محمد عبده ذات فرح.
ولا أنسى سيهات المدينة الهادئة التي رقصت طرباً على أنغام وصوت حاتم العراقي وغيره من الفنانين.
أخيراً يقول «بيكاسو»: يكنس الفنّ من الروح، غبار الحياة اليومية. شكراً هيئة الترفية لإزالة تلك الشوائب من أرواحنا المنهكة.