علماء من القطيف: فتحية الجامع
في نوفمبر 2013؛ توقّفت الصحافة المحلية عند إنجاز طبّي في مستشفى الملك فهد الجامعي. تمثل الإنجاز في استئصال مجموعة من الأورام الليفية من رحم فتاة في ال 29. كان بطن الفتاة بحجم امرأة حامل في شهرها التاسع، وحجم الأورام مجتمعة 4,20 كيلوجرام. وموقعه مكان عميق في جدار الرحم. والأهمّ في الإنجاز هو المحافظة على سلامة الرحم على الرغم من خطورة العملية.
كانت الدكتورة فتحية الجامع؛ هي قائدة الفريق الطبي الذي أنقذ الفتاة في عملية حسّاسة جداً. ولم تكن المهارة وحدها هي التي ساعدت الدكتور الجامع على عبور غرفة العمليات بمخاطَرة بهذا الحجم. بل هو“العلم”الذي أهّلها وبناها، حتى ارتقت بنفسها من كونها“طبيبة”إلى“عالمة طبية”أيضاً.
بينما تكتفي الغالبية العظمى من الأطباء بأداء وظيفتهم العملية المنحصرة في توفير العناية للمرضى؛ تنشط ثلة قليلة منهم في توثيق وتحليل ملاحظاتها ودراستها ومشاركتها مع المجامع العلمية. لتخلص إلى نتائج تسهم في تقليل ضرر محتمل او اختزال عملية علاجية معقدة أو ايجاد رابطة جديدة بين أعراض معينة ومرض ما.
وفي شكلها الأسمى تخلص الى اكتشاف علاج لمرض ما.
لا تنتهي وظيفة هؤلاء الأطباء بتوفير الرعاية والعلاج للمرضى، بل تبدأ من هناك في عمليات مراجعة شاقة لآلاف الحالات.
ولأن القطيف ولادة لم تخلُ من أمثالهم، ومن بينهم؛ الأستاذ الدكتورة فتحية ابراهيم الجامع، الاستشارية بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، والأستاذ «بروفيسور» في جامعة الامام عبد الرحمن الفيصل «الدمام» في قسم أمراض النساء والولادة.
درست الجامع الاجازة في الطب العام من الجامعة نفسها حين كانت تحمل اسم“جامعة الملك فيصل”وحصلت على الزمالة من البورد العربي في تخصص النساء والولادة، إضافة الى ماجستير الموجات الفوق صوتية في تشخيص أمراض المجال ذاته.
للدكتورة الجامع أوراق عملية تربو على ال 20، وتتميز أوراقها بالتأثير العالي نسبياً في المجاميع العلمية، واستطاعت أبحاثها أن تحصد 14 درجة على مؤشر H.
كتبت الدكتورة فتحية وشاركت في كتابة أوراق بحثية حول تبعات ومخاطر عمليات الولادة والولادة القيصرية على الحوامل. وتم الاستشهاد بهذه الأوراق البحثة في أكثر من 500 بحث علمي [1] . ويقوم أكثرها تأثيرا على تحليل بيانات 25 عاماً من عمليات استئصال الرحم الطارئة التي أجريت على 43 حالة بعد الولادة لدراسة دلالات هذه الحالات وعوامل الخطر والمضاعفات المتعلقة بها.
كما نشرت أبحاث الدكتورة الجامع في أكثر المجلات مكانة مرموقة في مجالها مثل:
Journal of Obstetrics and Gynaecology
Journal of pediatric and adolescent gynecology
The Journal of Maternal - Fetal & Neonatal Medicine
The Journal of reproductive medicine
وبطبيعة الحال؛ لم يمنع شغف الدكتورة فتحية بالبحث الأكاديمي والتدريس من ممارسة الوظيفة الأكثر نبلاً على الاطلاق والعناية بمرضاها، حيث يلجأ الفريق الطبي إلى مثل خبرتها في الحالات المستعصية. ولا يكون جهد مثيلاتها الا مكللاً بالنجاح. ولم يكن إنقاذها الحالة النادرة التي تحدثت عنها الصحافة السعودية في 2013؛ إلا واحدة من نشاطات كثيرة معتادة في المستشفى الذي تعمل فيه.