«الأنانيةُ» بين المرأةِ والرجلِ
لا يمكن عزل الحب بعيدًا عن الظروف الاجتماعية والدينية والثقافية والسياسية، كل هذه الاعتبارات ساهمت في تبلور الحب من عدمه وكيف استطاع البقاء من عدمه.
يرى علماء النفس في تعريفهم لـ «الأنانية» بأنها الدافع الأساسي للمصلحة الشخصية والتي من خلالها تتبلور الأفعال إلى عطايا أخلاقية أو سلوك عدواني، حيث يعيش هذا الإنسان على هذه المعمورة وفق نطاق اجتماعي تتكون من خلاله شخصيته وينطلق إلى الحياة.
بين الرجل والمرأة تلعب الأنانية دورها، إلا أن البعض يرى الرجلَ أكثرَ أنانيةً والمرأة أكثر تضحيةً، وبين هذا وذاك تتأرجح العلاقات بين النجاح والفشل.
في رواية أثير النشمي «أحببتك أكثر مما ينبغي» ظهر هذا النوع من الحب، المسمى في ثقافتنا العامة بالعذري الخالي من الأهواء والماديات، المشبع بصدق العاطفة والذوبان في الحبيب.
الرائع في الرواية، تناولها الجانب النفسي في شخصية ذلك الرجل وأنانيته المفرطة، وهذه طبيعة «الشرقي» فهو لا يرغب بالأنثى المبادرة، حيث يراها رخيصةً، في حين أنها لا ترى هذه النظرة إذا عرفت صدقه ورغبته نحوها، طبيعة المرأة أن تعطي بلا مقابل، لكن سرعان ما يختفي هذا الجمال في حال الشك ولو بالقليل، إذا قلنا إن أغلب الرجال أقرب دائمًا للخيانة، فبكل تأكيد النساء أكثر قربًا وتمكنًا من الشك والغيرة.
جميع مفردات الرواية غارقة بكلمات العتب والخوف من استمرار العلاقة مع رجل محاط بالنساء ولا يراها إلا هي، حتى أصبحت ضبابية في المستقبل القريب، الشيء الذي استفزني في الرواية هو دور المرأة التي تعيش حبًا نقيًا وكاملًا من العيوب والنرجسية، في حين تحميل ذلك «الرومانسي» فشل تلك العلاقة.
تجلت أعلى درجات العشق في نظري في قولها في النص التالي «أنا التي تحبك بكل قلبها، أخاف عليك أن تؤذيك الدنيا بحزن لا أستطيع أن أحميك منه، أخاف عليك من الأحزان الصغيرة والمزاج المعكر والشاي الساخن الذي قد يلسعك».
لا نستطيع تحميل عزيز كون الراوي امرأة، وبالتالي من المحتمل وجود ظروف قاسية كانت أكبر منه. دعته يتخذ بعض القرارات في حياته الشخصية.