سلسلة أعضائنا المحرمة «07» التربية الجنسية
قال الله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ، ۚ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ۚ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ، ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» ﴿58﴾ سورة النور.
قال رسول الله ﷺ: «مروا أبنائكم بالصلاة لسبع سنين، واضربوهم عليها لعشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع». رواه أحمد وأبو داود، وهو صحيح.
بعد أداء صلاة أول جمعة من شهر رجب الأصب، وبعد وداع الأصحاب والأصدقاء، التقى من جديد كل من أبوحسين وأبوحبيب في موقع نائي من المسجد، بعيدا عن الضوضاء والأضواء ليراجعا ما كتبا على الشبكة العنكبوتية في الحلقة السابقة، وليضعا النقاط على حروف هذه الحلقة.
قال أبوحسين لأبوحبيب: ما هو الكتاب ومحور النقاش لهذه الحلقة؟
فقال أبوحبيب: عندنا لهذه الحلقة كتاب جديد في موضوع الثقافة الجنسية.
وما هو اسم الكتاب، ومن مؤلفه؟
اسم الكتاب هو: «أبنائنا والتربية الجنسية»، للمؤلفة والمرشدة التربوية: السيدة «نورة مسفر القرني».
دعنا نبين أولاً ما هي التربية الجنسية في رأي المرشدة التربوية؟
في رأيها أن التربية الجنسية هي: تعليم أطفالنا وتوعيتهم منذ نعومة أظفارهم، لاستيعاب الأمور المتعلقة بالجنس والمرتبطة بالغريزة.
وحسب اعتقادها لما ذلك؟
تقول المرشدة: إننا نعلمهم هذه الأمور حتى إذا ما شبوا وترعرعوا وتفهموا أمور الحياة وعرفوا الحلال من الحرام، فلا يركضون وراء الشهوة، ولا يتخبطون في طريق الانحلال.
جاء عن أبي عبد الله الصادق : الغلام يلعب سبع سنين، ويتعلم الكتاب سبع سنين، ويتعلم الحلال والحرام سبع سنين. الكافي ج6 - باب النشوء - للشيخ الكليني
وهل ذكرت المرشدة التربوية شيء عن أهمية التربية الجنسية؟
تقول المرشدة: إن أهمية التربية الجنسية للأطفال تكمن في أنهم يقضون معظم أوقاتهم في استكشاف أجسامهم وأعضائهم الجنسية ووظائفها، وقد يميل بعضهم إلى التجارب الجنسية، واللعب الجنسي مع بعضهم.
ومن الناحية الطبية لماذا تعتبر المعلومات الجنسية الصحيحة ضرورية؟
تعتبر المعلومات الجنسية الصحيحة ضرورية لأطفالنا، للتعرف على أنفسهم ذكوراً أم إناثاً، فتساهم هذه المعرفة في فهمهم لنفسهم ومكوناتها ورغباتها، ليسهل عليهم فهمها والسيطرة عليها، والعمل على ضبطها.
وهل تعتقد المرشدة أن الإسلام اهتم بالتربية الجنسية؟!
تعتقد المرشدة التربوية: إن الإسلام لم يترك مجالاً من مجالات حياة الإنسان إلا بينه ووضحه، حتى الأمور الجنسية منها، ولقد قام الرسول صلى الله عليه واله وسلم بدوره بتوضيح ذلك للمسلمين.
وهل أشفعت كلامها ذاك بحديث نبوي شريف؟!
نعم، فلقد أشفعت كلامها ذاك بحديث الرسول عليه واله السلام يؤيد قولها وهو: «مُرُوا أَوْلادَكُمْ بِالصَّلاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ».
إلا تعتقد المرشدة أن الكلام في الأمور الجنسية يثير فضول الأطفال، ويزيد من اهتمامهم بها؟!
تقول السيدة المشرفة كلا، لأن الأطفال الملمين بالأمور الجنسية هم اقل اهتمام من غيرهم بها، لأنهم يتلقون باستمرار إجابات شافية لكل أسئلتهم.
متى تعتقد المرشدة التربوية أن نبدأ بالتربية الجنسية لأبنائنا!
جاء في ردها على هذا السؤال: يجب البدء معهم منذ عامهم الأول من خلال النقاط التالية:
وما هي تلك النقاط؟!
هي كما جاء في كتابها:
01 - أن نحذر من الاعتماد على الخدم تماماً دون رقابة، فقد يستغل السيئين منهم الأطفال للوصول إلى اللذة الجنسية.
02 - عدم إبداء التقزز من اخراجات أطفالنا.
03 - العمل على غرس الحياء فيهم بعد عامهم الأول.
04 - عدم استصغارهم والاعتقاد أنهم لا يعوا ما يروا.
05 - عدم تركهم مع الخدم، والحرص على اصطحابهم أو إبقاءهم مع من نثق به.
هل حددت المرشدة التربوية تعليمات خاصة للأطفال من سنتين إلى ست سنوات؟!
تذكر المشرفة لهذه الفئة العمرية عدة تعليمات يجب الاهتمام بها.
وما هي هذه التعليمات؟!
تعدد المشرفة التربوية عدة نقاط منها:
01 - تسمية أعضاء أجسامهم بأسمائها، لان لا يعتقدوا أن هذه الأعضاء مذمومة وكريهة.
02 - إفهامهم أن الحديث عن هذه الأعضاء له خصوصيته لا تتعدى نطاق الأسرة أو الأبوين.
03 - تعليمهم كما أن لهم خصوصية، للآخرين خصوصية مثلها أيضاً يجب احترامها، فلا يدخلوا عليهم وهم يقضون حاجتهم، ولا يختلسوا إليهم النظر وهو يخلعون ملابسهم.
04 - تعليمهم كيفية تنظيف أنفسهم بعد قضاء الحاجة.
05 - تعليم البنات الاهتمام بنظافة ملابسهن الداخلية، وعدم استعمال ملابس الآخرين، لمنع انتقال العدوى.
06 - عدم تعنيف أطفالنا عند مشاهدتهم وهم يتحسسون عوراتهم، والعمل على صرف أنظارهم إلى نشاط آخر بناء، كالعب والجري والتفاعل الاجتماعي.
ما هي المعلومات التي يجب إعطائها لأبنائنا من السابعة إلى العاشرة من أعمارهم، حسب رأي المشرفة التربوية؟!
حسب رأي المشرفة فإن للأطفال من السن السابعة إلى العاشرة معلومات خاصة تناسب أعمارهم، ارفع مستوى ممن هم اقل منهم أعمارا.
وما هي هذه المعلومات التي يجب إعطائهم إياها؟!
تذكر المرشدة:
01 - يتوجب علينا تعليمهم الأحكام - خاصة العملية - منها، وتدريبهم عليها، مثل: الصلاة والوضوء والصيام ورفع الحدث.
02 - التفريق بين ذكور وإناث هذا العمر في المضاجع، لقول أبي عبد الله الصادق : يفرق بين الغلمان والنساء في المضاجع إذا بلغوا عشر سنين. الكافي ج6 - باب النشوء - للشيخ الكليني
03 - تعليمهم آداب الاستئذان عند دخولهم على والديهم أو الآخرين.
04 - تعليم أطفالنا كيفية غض البصر وحرمة النظر إلى غير المحارم، لقول الله تعالى: «قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ» ﴿30﴾سورة النور
05 - عدم الإذن لهم بالخروج في فترات الظهيرة والمساء، ومع غير المحارم.
06 - التأكيد عليهم في غلق الأبواب عند تغيير ملابسهم، وأن لا يراهم احد.
07 - عدم ترك بنات هذا العمر يلعبن مع الذكور من غير المحارم أو الأكبر منهن سناً.
08 - تعويد بنات هذا السن الجلوس المحتشم، وعدم الجلوس والساقان منفتحان، أو الملابس منزلقة إلى الأعلى.
ما هي الآداب التي يجب تربية أبنائنا عليها من العاشرة حتى الثامنة عشرا من أعمارهم؟!
خصصت المشرفة هذه الفقرة للبنات، وما يمررن به خلال هذه الفترة من العمر.
وماذا أوردت لهم المشرفة في هذه الفقرة؟!
01 - ركزت المشرفة على ابتعاد فتيات هذا العمر عن الآتي يكررن محاولة الالتصاق الجسدي، أو التمادي في مسك اليد أو الاحتضان.
02 - التوضيح لهن معنى الخلوة المحرمة وأسباب تحريمها.
03 - تعليمهن كيفية الغسل والطهارة.
04 - تنبيههن على ضرورة الابتعاد عن البنات الآتي يوزعن الأفلام الجنسية، أو أرقام هواتف الشباب، وأهمية مصاحبتهن لذوات الأخلاق العالية، وان لا يتحدثن مع أي شاب لا يعرفنه، أو يحاول التعرف عليهن.
05 - بعد بلوغهن يشرح لهن كيفية تكون الجنين، ويبلغن أن المجال الوحيد للحمل والممارسة الجنسية، هو المؤسسة الزوجية فقط.
06 - التحدث معهن عن الاعتداء الجنسي، وحكايات العفة والشرف والجرأة في قول «لا».
07 - تجنيب أبناءنا وبناتنا ما يثير شهوتهم، من أفلام وقنوات ومواقع الكترونية وكتب ومجلات إباحية.
ما هي نصيحة المشرفة التربوية للبنات والأبناء فوق الثامنة عشر من اعمارهم؟!
لديها نصيحتين للأبناء والبنات فوق الثامنة عشر.
وما هما تلك النصيحتين؟
الأولى: أن نشرح لهم معنى الزواج والعلاقة الجنسية بصفة شمولية، والتبيين لهم أهمية الحاجة إليها للحفاظ على النسل.
الثانية: أن نشرح لهم واجبات الزوج نحو زوجته، وواجبات الزوجة نحو زوجها.
هل ذكرت المشرفة نماذج مختلفة من أسئلة أبناءنا الجنسية؟
تقول المشرفة أن أسئلة الأطفال بين السنة الثانية والثالثة من أعمارهم تتمحور حول الفوارق بين الجنسين.
وماذا عن الأعمار الثالثة والسادسة؟!
في هذا السن تتمحور أسئلتهم حول الحمل والولادة.
وهل هناك أسئلة خاصة بالأطفال في سن السابعة؟!
يعلم الأطفال في هذه السن أن الحمل يتكرر، لذا قد يسألون عن عدد الأطفال الذين لا يزالون في بطنون أمهاتهم.
وماذا عن سن الثامنة؟!
في هذا السن يتطرق الطفل ليسأل عن مدة الحمل.
وهل أوردت المشرفة معلومات تخص الأعمار من التاسعة إلى العاشرة؟!
تقول المشرفة إن الأبناء في هذه الفئة العمرية هم في ما قبل البلوغ الجنسي وقبل المراهقة، ويكون اهتمامهم بالجنس كامناً، لذا يجب علينا تلمس الوسائل التي تساعدهم في التعبير عن أفكارهم، ومن ثم تصحيح الخطأ منها.
وهل أوردت المشرفة عينات من الأسئلة والإجابة عليها؟!
نعم، فلقد ضم كتاب المشرفة عينات من الأسئلة المحتملة لأبنائنا والإجابات عليها.
هلا تفضلتم بإتحافنا ببعض منها.
من هذه الأسئلة أولاً: من أين جئت أنا، والإجابة عليه؟!
الإجابة عليها لما دون الثامنة: أن الطفل ينمو في بطن أمه ثم يخرج ليكبر مثلكم. ولكن بعد الثامنة يجب الاستعانة بالحيوانات والطيور التي يعرفها ويراها، فيقال له: أن الطفل يخرج من بطن أمه كما تخرج البيضة من الدجاجة.
ثانياً: ما الفرق بين البنت والولد، والجواب في رأي المشرفة؟!
علينا أن نلفت انتباههم للفوارق بينهم وبين أخواتهم وأخوتهم، وبعدها سوف يلاحظ الفوارق في طول الشعر والملابس.
ثالثاً: كيف وجدت في بطن أمي، تقول المشرفة؟!
نقول لهم: إن الأب يضع بذرته في الأم. وهذه البذرة تلتقي مع بذرة الأم، ثم يتحدان ويكونان بذرة واحدة تكبر، حتى تصير جنينا في بطن الأم حتى تلده.
رابعاً: لماذا يتزوج أخي أو أختي؟!
نقول لهم: سبب زواج أخيك أو أختك، أن الرجل يتزوج المرأة لتلد له أطفالاً مثلكم، وبدون هذه الطريقة لا يمكن أن يوجد الأطفال.
خامساً: لماذا لا يوجد أثداء للأب كما هو للأم؟!
نقولهم: أن للأب ثديين كما هو للأم، لكن الأم ترضع أطفالها فتحتاج لثديين كبيرين.
سادساً: لماذا تختلف أعضاءهم التناسلية عما لدى أخواتهم؟!
تقول لنا المشرفة: إن الله خلق كل من الولد والبنت كاملين ليس فيهما عيب ولا نقص، ولكن لكل واحد منهما دوره في عملية الإنجاب.
سابعاً: كيفية خروج الطفل من بطن أمه؟!
تجيب المشرفة التربوية على هذا التساؤل قائلة: كما خلقنا الله ولدينا عدة فتحات في أجسامنا، واحدة للأكل وهي الفم، وأخرى للتنفس وهي الأنف، وواحدة للسمع وهي الأذن، وأخرى لخروج لفضلات مثل البول والبراز، جعل في أسفل الأم فتحة لخروج الطفل، وعملية الولادة تشبه خروج البيضة من الدجاجة.
ثامناً: لماذا لا يحمل الأب ولا يلد كما تحمل الأم وتلد؟!
ترد المشرفة التربوية قائلة: إن لكل من الأب والأم دوره المختلف عن الآخر في الحياة. كما إن جسم كل منهما مجهز بجهاز ليؤدي الدور المناط به في هذه الدنيا. لذا جسم الأم مجهز بكيس داخل بطنها تحمل فيه الجنين، وأما الأب فلقد أعطي القوة في بدنه ليستطيع بها تحمل مسؤولية عائلته.
بهذا نكون قد غطينا معظم أجزاء الكتاب، ونتمنى أن نكون قد وفقنا لتوصيل المعلومة المفيدة.