آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 3:01 م

الجحود

يسرى الزاير

علمتني الحياة بأن انظر لما معي ولا يملئ عيني بعيون المحرومين لأجدني في ذلك الحين اكثر الناس جحودا بنعمة ربي.

كم منا يعيش في قلب دوامة الهم مغموماً على مدار الساعة لا يرى من الحياة سوى كأبة الليل وإرهاق النهار.. ولا يرى في شريك حياته إلا شرك وقع فيه فقلب حياته وسرق احلامه وحطم طموحاته...

لا يرى في والديه الا قيود وتسلط وكبت وأوامر.

لا يرى في اولاده سوى مسئولية ترهق كأهله وتعتصر ميزانيته وتعصف براحته وهدؤه...

لا يرى في أصدقاءه وأقاربه إلا الغيرة والحسد...

قائمة لا نهاية لها ذات صبغة سوداوية لم تكن لولا تفكيرنا القاتم ونظرتنا الرمادية لكل الاشياء الزاهية.

في حين نظرة واحدة عن بعد كفيلة بأن تجعل الأعمى بصير.

ما ان ننظر لما بين أيدينا بعيون المحرومين مما نملك لاستشعرنا مدى الجحود ونكران نعمات أغدقها الله علينا أصبحت في مهب الضياع بسبب جحودنا لها.

فلن تكون الحياة جيدة مالم ننحني لها اعترافا بفضل جمالها وإجلالا لروعة عطاياها.

ان نعلم بأن الحياة الحقيقة هي التي نساهم فعلياً في صناعتها. بأن نعلم ونتعلم كيف نكون سعداء لنستطيع تكوين محيط سعيد لأسرنا التي تمثل نواة لمجتمع سعيد.

اهتمامنا المبالغ فيه بسيادية ألانا العليا

على انها مصدر النجاح والسعادة دون الاعتراف والعرفان للقدر الذي تفضل علينا دون غيرنا لهو أولى خطوات الجحود التي تقودنا نحو هاوية الندم.

ان نتجاهل اقتناص فرص تمهد لنا بدايات جديدة نرسم في سماءها شموس الامل ونزرع في ارضها امجاد مروية بحب انساني لا مشروط وعطاء جل غايته وجه الله ثم بسمة على ثغر احدهم لاسيما الاقربون على رأسهم الذات، تلك محطة لو فوتنا الالتحاق بقطارها من الصعب الحصول بعدها على تذكرة صعود.

بهذه الفترة من العام مرت علينا اجمل الايام منها يوم التسامح ويوم السعادة ويوم الام.. كم منا له فيها وقفة تأمل وتصحيح وتغيير حقيقي لما هو عليه من مفاهيم.

ام لازلنا على الجحود باقون.

جميعنا تقريباً نمر بمنعطفات يغزونا فيها الجحود على أقدارنا حينا او على احبابنا وان لم نجد ما نجحده جحدنا الخير فينا.

خيرنا من استطاع جحود العنجهية والترفع على خيرات كتبت لنا اليوم بين أيدينا وغدا الله العالم اين.

انظر بتمعن لما وهب لك دون غيرك.. أمن بقدرتك على العرفان وتقدير ما تملك ستجد نفسك من اكثر الناس حظً وتكريماً.