وأخيراً انفصلت!
لم نكن نسمع في الماضي الجميل أو كما يحلو للبعض بأيام الطيبين بمثل هذه العادة، والتي تنم عن الثأر بعد علاقة من العمر دامت في بعض الأحيان إلى خمسين سنة وتنتهي ب «حفلة» وكأن شيئا لم يكن.
هناك الكثير من العادات والثقافات الغريبة التي دخلت في مجتمعنا ولم تكن معروفة في المجتمع السعودي، خذ منها «الاحتفال بالطلاق» وكأن العلاقة بين الزوجين ك «سجين وسجانه» وقد تناسينا أن هذه العلاقة بنيت على كتاب الله وسنة نبيه المصطفى.
إن هذا السلوك المستفز للطرف الآخر من أسرة المطلق، هو بيان صارخ للتمرد على العادات والتقاليد والأخلاق الحميدة، وقد حثنا الشارع الإسلامي في حين الطلاق على الحسنى إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، على كل حال ينبغي للمسلم في مثل هذه الحالات - على الأقل - احترام مشاعر الناس وعواطفهم وأنهم بذلك يسنون بدعة سيئة لربما تكون عادة مع الأيام.
لقد جرت العادة في الثقافة الإسلامية في حين الطلاق أن تبدأ الزوجة ويبدأ الزوج حياة جديدة متناسين فترة سابقة لم تكن موفقة بينهما، على إثر ذلك تبدأ الحياة من جديد بدون فضح أسرار وكشف عيوب، من منا لا يملك سقطات وعثرات فلسنا معصومين، الدنيا مختبر تجارب ودروس ومنها نتعلم ونفهم أن الحياة الزوجية تعني باختصار: التفاهم والصبر والتضحية على متاعب الحياة والتغاضي على الأخطاء قدر الإمكان. نعم في حال الضرب المتكرر والإساءة اللفظية الغليظة يكون للتشريع الإسلامي دوره في حل هذا الخلاف، ماعدا ذلك فليكن الصبر عنوان حياتنا والحب يكبر وينمو مع الوقت، هكذا هي الحياة وهكذا تبقى الحياة.
عندما تقيم المطلقة «حفلة الطلاق» هي لا تعلم أنها تكتب نهاية حياتها، فمن سيرضى أن يكون ذلك الزوج هو «الحفلة» الثانية بعده، أضف إلى ذلك سقوطها اجتماعياً وثقافياً وفكرياً ومحاربتها مع الوقت كون هذا الحفل نقل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأصبح هناك حرب بين الأسرتين.
طبيعة المجتمعات المسالمة ترفض هذا السلوك غير السوي، إن كان لابد الاكتفاء داخل الأسرة بالفرحة وهي حالة طبيعية في حال المعاناة الطويلة.
يمر مجتمعنا بمرحلة مخاض تساهم مواقع التواصل بانتشارها وتغلغلها، والسبب يعود إلى الخواء الديني والثقافي في الأسرة، فمن يملك إرثاً دينيا وأخلاقياً يرفض هذا السلوك ويعتبره أجنبياً دخيلاً علينا، مهما كان المصدر، فالحياة الزوجية قائمة على الإحسان والمودة. وغير ذلك الانفصال بهدوء.