آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 1:08 م

في يومها العالمي.. هكذا تتقدم المرأة

عالية آل فريد *

في مناسبة يوم المرأة العالمي المصادف 8 مارس 1909م، اهنئ المرأة السعودية بما حققته من إنجازات وما تحقق لها من مكتسبات حقوقية. فالمرأة السعودية اليوم مبعث فخر واعتزاز، فقد تعلمت فعملت وثابرت، وعانت وتعبت فأبدعت، ثم صبرت فنالت. مجالات كثيرة تلك التي خاضتها المرأة السعودية حتى وصلت لما هي عليه اليوم عاملة مكافحة، ففي الوقت التي كانت تكمل فيه دراستها متجاوزة كل الصعاب غير آبهة بما يعترضها من تحديات، كانت تحمل في ذات الوقت عبئ ومسؤولية الأسرة وإدارة المنزل، ومع ذلك اثبتت حضورها وحققت وجودها، وتميزت في مختلف المواقع حتى وصلت الى مرحلة من الاعتزاز بنفسها رافعة راية وطنها عالية.

المرأة السعودية اليوم وبعدما أتيحت الفرص أمامها استطاعت بعطائها ونشاطاتها المتنوعة والمتعددة أن تحدد موقعها على خارطة المستقبل وتشق طريقها نحو آفاق التنمية الشاملة. وقد اهتمت الأهداف الأممية للتنمية المستدامة «2015 - 2030» بضمان حياة كريمة للمرأة، من خلال تعزيز صحتها وخفض معدلات وفيات الأمهات، وكذلك تحقيق المساواة حسب النوع الاجتماعي وتمكين النساء والفتيات، والعمل على إيجاد الأنظمة والأطر الكفيلة بحفظ حقوق المرأة، وحمايتها من العنف الأسري، وخفض معدلات بطالتها، ورفع مشاركتها في المناصب العليا والبرلمانات.

وفي ظل هذا التوجه أقدمت القيادة الرشيدة للمملكة العربية السعودية في ظل خادم الحرمين الشرفين - حفظه الله - وإيمانا منه بدور المرأة وأهميتها كمقوم أساسي وهام للأسرة وتنمية المجتمع، فقد حظيت المرأة في عهده باهتمام كبير وانطلاقا من ”رؤية المملكة 2030“ والتي من خلالها تم تمكينها من المشاركة الفاعلة في التنمية ورفع مشاركتها في سوق العمل وكذلك خفض معدلات تعطلها، إضافة إلى تعزيز دورها في الأسرة والمجتمع فبرز دورها في العمل التطوعي والاجتماعي وفي مجالات عدة في السياسة وفي الاقتصاد وفي الثقافة، وفي الفن والشعر والأدب.

المرأة السعودية اليوم باتت محامية، مهندسة معمارية، ومهندسة في البترول، وفي السلم العسكري في الشرطة والمرور، وعميدة جامعة، قائدة وسيدة أعمال لشركة ومديرة مؤسسة أصبحت تمثل وطنها في المحافل الدولية والعالمية، وفي مناصب قيادية عليا توجت بتعيين أول سفيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، وغدا واعدا بإذن الله بدعم المسيرة المتنامية للمرأة السعودية سنشهد فيه السفيرة والوزيرة والقاضية، ونحتفل أكثر بوجود المرأة في مختلف المواقع القيادية.

وعلى الرغم من الإنجازات الكبيرة التي تحققت وأسهمت في تحسين وضع المرأة من النواحي الوظيفية والاجتماعية والاقتصادية، إلا أن هناك بعض الأمور يجب أن تأخذ حيزا من الأهمية، فبقدر ما تتألق المرأة بتقدمها بقدر ما يجب علينا دعمها وتذليل الصعوبات التي تواجهها، فهي تستحق أن نفتح لها الأبواب ونمهد لها الطريق.

ومن أبرز هذه الأمور ما يلي: اولا: أن تدرك المرأة قيمة نفسها وما يتاح لها من فرص، فلتتسلح بالعلم والعمل الجاد وتبني قدراتها وتنمي مهاراتها، وتغذي عقلها بالفكر والثقافة الواعية لتصنع التغيير وتنهض بالواقع.

ثانيا: التأكيد على أهمية تطبيق القوانين التي تضمن كرامة المرأة السعودية وتصون إنسانيتها، ومراقبتها في جميع أجهزة الدولة وإدارتها العامة والخاصة بالالتزام بسياسة عدم التمييز ضد المرأة، لتحقيق التوازن وتكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة على مختلف الأصعدة.

ثالثا: العمل على أهمية إبراز الجهود والمبادرات، وتشجيع المشاريع المؤسسية والفردية التي تخدم المرأة وتلبي احتياجاتها بما يسهم في استدامة مشاركتها وتقدمها، وفي إحداث التغيير الإيجابي في واقعها نحو حياة أكثر استقرار وإنتاجية.

رابعا: الاستمرار في تطوير التشريعات الوطنية الخاصة بتمكين المرأة السعودية، وتطلعنا وطموحنا يرقى بوحدة هذا الوطن الذي يجمعنا وتعزيز لحمته وتماسكه والحفاظ على تعدده وذلك بسرعة العمل على إصدار قانون موحد للأحوال الشخصية خاصا بالمرأة والأحكام الأسرية وفق ما تقتضيه كافة المذاهب الإسلامية.

خامسا: معالجة البطالة المتفاقمة بين النساء والتي تجاوزت 30. /0 وازدادت معدلاتها في المجتمع، واتاحة الفرص لسيدات الأعمال السعوديات للاستثمار في مشاريع تخدم المرأة ودعمهن وتسهيل كافة إجراءاتهم الرسمية والنظامية.

سادسا: إيجاد البيئة العلمية والعملية والمهنية المناسبة لـ ”ذوي الإعاقة“ خاصة السيدات والفتيات المبدعات فهم سر تقدمنا ونهضتنا وتسخير قدراتهن وإبداعهن فيما يصبو له المجتمع وتحقيق أهداف التنمية.

وأخيرا: شكرا لكل أب وأخ وزوج لكل رجل واع دعم المرأة وساندتها، وشكرا لكل إمرأة سعودية تميزت بعطائها وتألقت بإنجازاتها في سماء الوطن.

كاتبة وباحثة سعودية «صفوى».