الـ «واتس آب» مراقب!
«صباحُ الخيرِ ومساءُ الخيرِ» من أكثر رسائل ال «واتس آب» تداولًا بين من تمون عليهم أو لا، ولا أدري ما هذا الإحساس العميق والوجداني الذي قَلّ نظيرُه في العالم حتى تغرق بين الفينة والأخرى بالسؤال عن أحوالك! هل هي فعلًا نابعة من صدق المشاعر أم أنها سعةٌ من الفراغ القاتل؟ على كل حال تبقى مشاعرُ طيبةٌ وثناءٌ جميلٌ بين الأصدقاء، الغريبُ في الأمر عندما يصل الحال إلى كثرة الرسائل الميتة والمكررة وكأنها أخبارٌ حصريةٌ، ورغم التحديث الجديد لـ «الواتس آب» بالاكتفاء بإرسال خمس رسائل، مازال البعض يسعى جاهدًا بإنشاء رسائل جماعية لتأكيد هذا الحب على التواصل رغم الحظر عليه، لكن يبقى الأملُ أن يفتح اللهُ عليهم في القريب العاجل ليكحلوا أبصارهم بجواهره الثمينة.
قيمةُ المعلومةِ تكمنُ في التميز في المضمون والشكل والطرح، بعيدًا عن الإثارة الطائفية والمساس بالوطن والأخبار المسيئة للفرد وللمجتمع، في ظل التقنية الحديثة أصبح بمقدور المسؤولين على هذه التقنية المتابعة من خلال محركات البحث بوضع كلمات بسيطة تجرد بعدها كل من شارك بالوقت والتاريخ واليوم، باختصارٍ شديدٍ سيكلفك ذلك الغرامة والسجن حسب تشخيص نظام مكافحة الجرائم الإلكترونية، والتي فصّلَت ذلك حسب تقريرها في أربع عشرة مادة.
من ضمن فقرات المواد «التشهير» ونقصد هنا بالتحديد النيل والإساءة والتسقيط والتشويه المباشر وغير المباشر مع أفراد داخل المجتمع أو خارجه بمجرد الخلاف معهم في الرأي والفكر والمنهج، الغايةُ من ذلك ردعُ أولئك الذين يسعون في الأرض فسادًا، ويثيرون القلاقل، والفتن في مجتمع هدفه السلم الاجتماعي. من حق كل فرد الآن المطالبة بحقه من كل من ساهم في «التغويض» عليه من مقاطع «الواتس آب» والمطالبة بمحاكمة قانونية يقبل فيها التعويض ورد الاعتبار.
أضف كذلك، التصوير العمدي والتحرش والابتزاز ونشر الرسائل السياسية وتشويه صورة الوطن بأي شكل كان، كلها تصب في خانة المساءلة القانونية. من الغباء أن تضع نفسك في قفص الاتهام بتقديم الإدانة بنفسك بالصوت والكلام والصورة، لتكن رسائلنا الإلكترونية في مواقع التواصل خيرًا وهدفها الوعي والثقافة والتطوير والحث على بناء المجتمع، وكل هذا للحرص على تقديم ما يخدم الصالح العام.