كراكيب
الكثيرون منَّا لا يزالون يحتفظون ببعض المقتنيات والأجهزة القديمة، وقد يكون بعضهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم، ويظنُّون أنَّها لا قيمة لها، ولكنَّها قد تكون ذات قيمة عالية لدى الآخرين، ومع تطوُّر الأجهزة الإلكترونيَّة، اندثرت واختفت بعض الآلات، والتي قد تعتبر اليوم ذات قيمة عالية لهواة جمع الأجهزة القديمة، وهناك من قد يدفع مبالغ ضخمة مقابل الحصول عليها ومثلها مثل اخلاقنا وقيمنا...
النفس البشرية أمارة بالسوء، وللوقوع في مستنقعات السوء يبدأ المشوار بالتخلي عن المبادئ والقيم، وطبعاً قبلها الدين، كونه هو أصل القيم والمبادئ التي كرم الله بها بني آدم عن العالمين.
في كل زمان ومكان، هناك توزيع لأصحاب المبادئ وفاقديها، لأصحاب الحق وأصحاب الباطل، لكن النسب تتفاوت، فإن طغت الأولى فإنها رحمة من الله بأن جعل الخير يسود على يد هؤلاء الذين لا يخشون في الحق لومة لائم، لكن إن طغت الثانية فهي من علامات الساعة التي تنقلب فيها الأمور فيصبح الحق باطلاً، ويصبح الصدق كذباً، ويظلم الطيب ويعلو شأن الخبيث.
فالصِّراع قائمٌ بين الحقِّ والباطل، وبين القيم والمبادئ الشرعيَّة والسُّلوكية، وبين ما يُناقضها من القيم والمبادئ الهدَّامة، وإذا كان التصوير الإلهيُّ بين شيئَين ماديَّيْن، فمن باب أولى في الأمور المعنويَّة بأنواعها.
لا تأتي العظمة عندما تسير الأمور معك على خير ما يرام ولكنها تأتي عندما يتم اختبارك بحق وعندما تتعرض لبعض الضربات وبعض الإحباطات، وتشعر بالحزن والألم، لأنك لايمكن أبدا أن تشعر بروعة وجودك في قمم الجبال مالم تكن في أسفل الوديان، إجعل لنفسك عمراً لا ينتهي
بأعمالك بأخلاقك بروعة ابتسامتك
لتڪن غائباً حاضراً بڪل مڪان مررت به..
هناك عدة تساؤلات اطرحها عليكم ليجيب كلا ًمنا بصدق عليها،،،
1 - هل ما زالت منابعنا الأصيلة لقيم مجتمعنا فاعلة في تأطير الجانب القيمي؟
2 من أين استمد مجتمعنا قيمه؟
3 هل ما زالت هذه المنظومة القيمية قوية وثابت في وجه رياح التغيير أم ان اختراقا واضحا وخطيرا حل بها؟
4 هل لعبت الأسرة والمجتمع دورا في ثبات او خلخلة هذه المنظومة القيمية؟
إذا لم احترق أنا!
ولم تحترق أنت!
ولم نحترق جميعا ً!
فمن ينير هذه الظلمات؟!
هل تتحول قيمنا واخلاقنا الى كراكيب نخزنها في المستودعات يتراكم عليها الغبار حتى يتم التخلص منها نهائياً!