القلم يصنع شخصيتك
قال تعالى: «ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ» القلم/1
روي عن الإمام علي : ”عقول الفضلاء في أطراف أقلامها“ [1]
القلم له دورٌ عظيم في بناء شخصية الإنسان، وذلك عندما يكون القلم قلمًا ينبض بالحياة، قلماً منطلقاً ومحلقًا في فضاء النجاح، قلمًا يفتح فكرًا. يطهر قلبًا.. أو يكشف زيفًا.. فمن يمسك بالقلم ويشرع بالكتابة فإنه يبدأ مشروع بناء الذات وإليك الإشارات المختصرة:
القلم... صناعة اللباقة
لأن من يكتب مقالًا أو قصة، فإنه يختار الكلمات بكل دقة ويضعها مع بعضها بكل تناسق، لتخرج منها جملة جميلة المعنى، وهذا ينعكس على كلامه مع الناس فهو يختار كلمات مناسبة ومفهومة للطرف الآخر.
لذلك عليك باختيار الكلمات الإيجابية المؤثرة في الطرف الآخر، وتبعث فيه كل معاني الحياة.
القلم... يبني عقلك
القلم ليس أداة لجمع مجموعة من الكلمات وإخراجها على شكل مقالة بل هو أداة وقوة محرضة على التفكير، والقلم الحي هو القادر على استخراج المعلومات من داخلك وتوظيفها فيما ينمي شخصيتك. بعبارة أخرى يمكن أن نقول القلم يعودك على عادة العصف الذهني الذي يستخرج منك أفضل الأفكار.
ولهذا عندما تكتب فأنت تقوم بعملية تفعيل للمعلومات وتنشيط للأفكار، وتحريك للمخزون الثقافي وهذا ما يسمى التعليم المستمر أيضًا.
القلم.... يحفظ علمك
ورد عن النبي ﷺ أنه: قيدوا العلم، قيل: وما تقييده؟
قال: كتابته [2] .
أثبتت الدراسات الحديثة، تفوق تقنية استخدام القلم في تدوين المعلومات على تقنية الحاسب الآلي، حيث تبين أن الكتابة بالقلم تحفظ المعلومة في الذاكرة على المدى الطويل.
أضف إلى هذا ضرورة الاهتمام بكتابة المذكرات والتجارب الشخصية، حيث أن تدوين المذكرات له فائدة كبرى على الشخصية، حتى وإن لم تنشر على نطاق واسع، فهي تمكن من الاستفادة من تجارب الأشخاص ومعرفة الظروف والأحوال السالفة، وما كان له تأثير إيجابي أو سلبي في تلك الفترة.
ورد عن الإمام الصادق أنه: اكتبوا فإنكم لا تحفظون إلا بالكتاب [3] .
القلم... شجاعة التعبير عن الرأي
كثيرة هي القضايا والمظاهر الاجتماعية التي تحتاج إلى رأي وتوجيه، فيمكنك أن تعبر عن رأيك من خلال الكتابة، ورد عن الإمام علي : رسولك ترجمان عقلك، وكتابك أبلغ ما ينطق عنك[4] .
فإذا وجدت أن لديكَ قلمًا قادرًا على الحديث عما في داخلك فدعهُ يكتب ويُعبّر وستصل أراؤك إلى القُرّاء الذين يُطالعون الآراء المُختلفة للوقوف على الحقيقة أينما كانت.
القلم... عطاء
ورد عن الإمام الصادق أنه قال: ”اكتب وبث علمك في إخوانك، فإن مت فأورث كتبك بنيك، فإنه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلا بكتبهم“ [5]
لأن“عطاء القلم”لا حدود له، وسيظل ممتدًا إلى اللانهاية، فلا يستطيع أحدٌ أن يتصور توقف مداد القلم السيال، ولا روعة حركته فوق الصفحة ذهابًا وإيابًا، صعودًا وهبوطًا، فإنه يخلق منك «إنسان عطاء».
القلم... خلود لذكر الإنسان
ورد عن رسول الله ﷺ: المؤمن إذا مات وترك ورقة واحدة عليها علم تكون تلك الورقة يوم القيامة سترا فيما بينه وبين النار، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكل حرف مكتوب عليها مدينة أوسع من الدنيا سبع مرات" [6] .
إنها ورقة واحدة تُبقي ذكرك خالدًا فما بالك بكتاب؟!
وكم هي الكتب النافعة التي خلدت من كتبها...
فإذا أردت الخلود فما عليك إلا أن تكتب «صفحات» فقط.
الآن عليك أن تقرر أن تكون كاتبًا أو تسير في هذا الطريق...