آخر تحديث: 30 / 12 / 2024م - 8:40 م

احذروا الإيذاء والاحتيال والابتزاز

جواد المعراج

انتشرت أنواع الجرائم والاحتيال بنسبة كبيرة في المجتمعات الحاضرة، ويعود السبب في ذلك إلى عدم تقيد الفرد بثقافة الذوق والأدب العام، والتي تجعله ينضبط سلوكيًا.

أصبح بعض الشباب يعانون من الرهاب الاجتماعي والعنف الذهني، والذي يجعلهم يفرغون ما بداخلهم فيقومون بأذية أنفسهم والآخرين، ويزعجون المجتمع بالدراجات النارية أو التفحيط بالمركبات.

ولابد من الإشارة إلى أنه ليس كل شاب يقود دراجة نارية أو مركبة تصدر إزعاجًا يعتبر من فئة المجرمين، فبعض الشباب دراجاتهم ومركباتهم مرخصة، وأيضًا يعتبرون هذا الأمر هواية وموهبة لديهم، ولكن عليهم أيضًا أن يكون لديهم آداب وذوق في احترام مشاعر الناس؛ لأن هناك أطفالًا صغارًا يريدون أن ينعموا بنوم هنيء، وهناك أيضًا معاقون ومرضى وكبار في سن يحتاجون إلى الراحة والهدوء.

في أحد الأيام أخبرني أحد الأشخاص بقصة عن أب كان له ولد معاق، ودائمًا كان هناك شاب عنيد يمر أمام بيته فيصدر إزعاجًا بمركبته، وبعد فترة تزوج الراعي للمركبة المزعجة؛ فأنجبت زوجته ولدًا معاقًا، فانظروا واتعظوا من هذا الموقف، وكيف أن الله تعالى يبتلي الإنسان بمصيبة عندما يؤذي مشاعر غيره؛ فالله يمهل ولا يهمل.

ويمكن لهواة التفحيط الذهاب إلى البر حيث فيه مساحة واسعة وصالحة لمثل هذه الهوايات، ويكفي لمئات المركبات بل والآلاف، ومن الخطأ أن يصر الإنسان على العناد ويحب ممارسة هذه العادة القبيحة في القرى والمدن، ولا يكترث إلا لما يحب لنفسه، بل ويتعمد فعلها وتكرارها يوميًا بإزعاج الآخرين.

ومن المفيد تأسيس نوادٍ خاصة بالمفحطين أو إيجاد مشروع ساحات لتفحيط الشباب ليمارسوا مواهبهم مع بعضهم البعض ويلتقون ببعضهم البعض، ويتطاحنون بمركباتهم كيفما شاؤوا ولكن بعيدًا عن المدن والقرى.

كما ظهر بعض الشباب يحترفون في الاحتيال والابتزاز والاعتداء على الآخرين، وذلك من خلال تركيزهم على فئة المراهقين الصغار، والتي تبدأ من فئة 13 إلى 16 سنة. وأصبحت الجوالات والكمبيوترات مرتعًا ومليئة بصور ومقاطع الفيديو للمراهقين الصغار، فبعض هؤلاء الشباب لا يملكون ضميرًا فيما يفعلونه ويخططون له على محاولة تدمير سمعة الفتى الصغير المراهق، وتضييع حياته بطعنة غدر من الخلف تجعله يتيه في مستقبله الدراسي والنفسي، وضعف ثقته تجاه نفسه ومن حوله.

كما أن هناك بعض الشباب يأتونك بحسابات وهمية في مواقع التواصل الاجتماعي؛ ويحاولون الاحتيال والنصب على الشباب من خلال إرسال صورة خليعة فيقوم الطرف الآخر بإرسال صورة لوجهه؛ فبذلك يقع في فخ الاحتيال؛ فيتم ابتزازه وينفضح في المجتمع. كذلك بعضهم يقومون بسؤالك عن جنسك أو.. ما هو نوعك؛ فلذلك على الشباب أن يحذروا وخصوصًا فئة المراهقين الصغار حتى لا يقعوا ضحية في مثل هذه الأمور، وبالخصوص في مواقع التواصل كالفيس بوك والإنستجرام والسناب شات وغيرها.

سمعت قصة من فلان أخبرني بها؛ قال لي أتى لي شاب يحادثني من الفيس بوك أو الإنستجرام على الخاص فأخبرني نريد التعارف والمال، فقمت بسؤاله ولماذا لا تذهب إلى أبيك أين هو؟ قال له أبي لا يعتني بي جيدًا ولا يعطيني مالًا لأنه لدينا بالمنزل مشاكل أسرية وأخوية، ولا أملك أنا وظيفة، ولذلك ألجأ لهذا الأسلوب الخاطئ.

فلذلك المجتمع يحتاج إلى توجيه وإرشاد أكثر من قبل أهل الاختصاص ممن لهم أساس علمي وثقافي قوي، واختصاصيين ومثقفين بمستويات عالية في مجال علم النفس والتربية والاجتماع؛ لحل هذه القضايا المعقدة والمأساوية.

وخلاصة القول؛ المجتمع أيضًا يحتاج إلى شباب ذوي عنفوان وموهبة وإبداع بمستوى باذخ وذوي شخصية قوية كذلك؛ لتوعية الشباب وخصوصًا فئة المراهقين الصغار، وذلك لإبعادهم عن التقيد بهذه الثقافات الخطيرة وأساليب العنف غير الأخلاقية.