عالم القراءة
إن القراءة عالم وسيع وعميق وفيه تجد الفوائد النفسية والكنوز العلمية الثمينة، والتي تجعلك تعيش في عالم روحي تحس فيه أن الروحانية لديك تتضخم من داخلك فتشعر من داخلك كأن هواء نقيًا يسري في عقلك وباطنك.
يقول عباس محمود العقاد:“أحب الكتب لأن حياة واحدة لا تكفيني”.
والكتب منها أنواع متعددة وبعض مواضيعها شيقة جدًا، وكل فرد يحب أن يقرأ عن المجالات والمواضيع التي يحبها والمناسبة لمستواه وعمره. فالبعض يحب قراءة الكتب التي من فئة علم الاجتماع أو تطوير الذات أو الأدب، وأيضًا البعض يحب قراءة الكتب التي تتحدث عن التاريخ؛ فكل فرد منا لديه أفكاره وميوله المعينة.
إن ممارسة القراءة تجعل الإنسان يكتشف مواهبه وإبداعاته وينتج منها منافع إيجابية زاهية، فالإنسان الذي يمارس القراءة باستمرار وبتعمق ويتدبر فيها؛ فإنه سيتخلص من نقاط الضعف التي بداخله ويزرع في نفسه الثقة بذاته؛ فالقراءة دون التدبر والتعمق لا تكفي أبداً بمفردها؛ بل يجب أيضاً التعمق والتدبر فيها ليستمر الفرد في اكتساب مهارات وأساليب جديدة في التفكير الابتكاري والاختراعي والعلمي.
ومعنى التدبر هو التأمل في معاني الأشياء والنظر في عواقب الأمور، ومعنى التعمق هو رؤية الأمور بعمق وليس من ظاهرها فقط.
وللقراءة فوائد نفسية وعقلية متعددة وخصوصًا لفئة الشباب ومنها:
• علاج للاضطرابات النفسية ونوبات الاكتئاب العظمى.
• تقوية الروح المعنوية.
• تغيير تفكير ونظرات الفرد إلى الحياة والناس.
• الانضباط بالسلوك والبعد عن العنف الحاد.
• تحفيز التفكير.
• القدرة على التعامل مع المشكلات.
• التخلص من التفكير في الأوهام بحدة «الاضطراب الوهامي».
وكلما عود الإنسان نفسه على القراءة والبحث من خلال الاطلاع بكثرة؛ سيجد بل وسيصل إلى الكنوز والمعارف الكونية والعلوم الإنسانية. ولبعض هذه الثقافات أهداف كالمساعدة، والتوجيه، والتوازن، والتفاعل، والزيادة، والاختيار.
وعند اكتساب الإنسان هذه المعارف والعلوم؛ ستجعله يقوي ويطور شخصيته، ويغير أحواله ويحل مشاكله النفسية.
هناك مقولة جميلة تقول: “لا توجد فكرة تقول إننا لا نستطيع التقدم وتحقيق ما نريده، ولكن هناك أفكاراً تشتتنا وتضعف عزيمتنا وإرادتنا، وكلما كانت وظيفتنا التعزيز الذاتي أصبحنا أكثر تطوراً ورقياً بالفكر والروح”.
وفي النهاية لدي كلمة خفيفة وطيبة على قلوب الشباب: أنصحكم بالقراءة وخصوصًا في أوقات الفراغ لديكم، وأيضًا حتى تتجنبوا الوقوع في دائرة المعضلات النفسية، كذلك القراءة نافعة لتخفيف التوتر والقلق.
مع تمنياتي لجميع الشباب بالتوفيق في مستقبلهم الدراسي والوظيفي.