آخر تحديث: 21 / 12 / 2024م - 8:23 م

أغتنم الفرصة قبل أن يجلدك الزمان

جواد المعراج

استغلال الفرص أمر مهم للغاية في الحياة ولذلك يجب على الفرد ألا يضيع الفرص الذهبية لأنه قد لا يجد بعد هذه الفرصة مجالًا للتغيير نحو الأفضل.

يمر الإنسان بأزمات صعبة في بعض الأحيان تحاول أن تمنعه من الوصول إلى النجاح والتفوق، ولكنه إذا أصر على التغيير من داخل نفسه سيتفوق في الحياة، ويصل إلى قمة النجاح والتميز؛ فعندما ينتهج الفرد ألا يسوف ولا يضع أعذارًا لمواجهة الحواجز التي تمنعه من الوصول لأهدافه وغاياته؛ فإنه سيصل بالطبع لما يعمل ويصبو إليه.

فالأيام تمضي بسرعة والوقت كالسيف القاطع إن لم تقطعه سيقطعك؛ وبعض الأفراد منشغلون بالتفكير في صغائر الأمور والأحلام الوردية؛ بدلا من محاولتهم للتخلص من أشجانهم المؤلمة، والأفكار التعيسة وذكريات الماضي البائسة التي تجعل رؤيتهم ضبابية لأهدافهم في الحاضر والمستقبل.

فالإنسان الذي ينظر إلى الأمور والمستقبل بتشاؤم وسوداوية فإنه سيؤدي به إلى الإصابة بمرض الوهم النفسي «جنون الارتياب»، ولن يستطيع مواجهة الواقع الذي يعيشه.

لهذا السبب المرضى المصابون بجنون الارتياب يحبذ لهم الانشغال بالأشياء النافعة لتعزيز الجوانب الروحية لديهم، وليتخلصوا من اضطراب القلق الاجتماعي، أو استخدام العلاج المعرفي السلوكي في حال إذا استمرت وتضخمت الحالة وذلك عن طريق تعريف المريض بالمنبهات التي ترتبط بالاعتقادات والسلوكيات الخاطئة التي يتوهمها ويتخيلها.

على سبيل المثال يتخيل المصاب بمرض الوهم أن الناس تحاول إيذاءه أو عدم مساعدته أو أنهم يستحقرونه ويستصغروه.

وأيضًا عدم الاختلاط بالناس أو الخوف من الثقة بالآخرين والعزلة والانطوائية، والتعود على استخدام التضعيف المعنوي بكثرة؛ يؤدي إلى الإصابة بمرض الوهم النفسي.

أما لو كانت حالة الوهم والقلق بمستوى عادي ليس مرضيًا؛ يمكن للفرد التخلص منها بأسرع وقت عن طريق التعزيز الإرادي الإيجابي؛ على سبيل المثال الخوف من الرسوب في الامتحان أو ضغوطات المذاكرة الدراسية.

وأيضًا هناك حل ورادع قوي لهذه الحالات الصعبة وهو الاستعانة بالخالق الكريم رب العالمين.

فعلى كل شخص أن يحاسب نفسه قبل أن يلقى حتفه بالدمار المستقلبي والنفسي؛ فهناك مثل أو مقولة تقول:“أولئك الذين لا يجاهدون أنفسهم للتخلص من ذكريات الماضي المؤلمة والقلق فإنهم يموتون فكريًا ومعنويًا في عمر مبكر”.

فلا تمنعوا أنفسكم من إشباع وتحقيق رغباتكم في الحياة، ولا تحبطوا عزيمتكم وإرادتكم عند وقوعكم بأي متاعب حياتية تحاول أن تمنعكم من تجاوز عقباتكم.

ولا تستسلموا إلى الإخفاقات والإحباطات المعنوية فتفقدوا قيمة أنفسكم، ولا تضعوا أعذارًا عند مواجهتكم لأي صعوبات معتمة، ولا تنشغلوا بسفاسف الأمور؛ فتغفلوا عن الارتقاء بذواتكم.

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ. [الرعد: 11].

لهذا يجب على الإنسان أن يعتني بنفسه ليكون مستقبله مشرقًا؛ بذلك سيجد أوفر الأرزاق والخيرات، وأيضًا جعل نظرته إلى الأمور غير ضيقة، وأن تكون لديه سعة الصدر والبال لتكن له القدرة على مقاومة نفسه، وحتى يتغلب على الصراعات النفسية التي بداخله؛ ليكون متصالحًا مع ذاته ويجد الحل لأي انحدارات أخلاقية يعاني منها.

كذلك يجب على الفرد ألا يستصغر نفسه ويستهين بقدراته وطاقاته؛ فيفقد نقاط القوة، ويلقي بنفسه إلى الهوان الأبدي؛ فنحن خلقنا في هذه الحياة للتعلم لا من الخوف عند الوقوع بالفشل أو الخطأ.

مع تمنياتي للجميع بتوفيق والسداد، وخصوصًا فئة الشباب فلدي كلمة طيبة أقولها لهم:

“في هذه الحياة حاولوا دائمًا اقتناص الفرص الذهبية؛ حتى تكون لكم القدرة على تغيير شخصياتكم إلى الأفضل، وخصوصًا استغلوها في الصعوبات أو الظروف التي تمر عليكم، ولا تجعلوا اليأس يقتل روحكم المعنوية».