يا حواء رفقاً بآدم
خلق الله آدم من تراب، وخلق له زوجه، وأدخلهما الجنة، فما أغنت الجنة عنها لآدم، وذلك لحاجة الرجل اليها، فهي القرينة التي لا ينفك عنها، فقد جعل الله نظام الزوجية بالكون كله، فهو القائل «وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا» .
تمثل المرأة الدفء في حياة أي رجل، وهو دائما بحاجة إلى العناية والرعاية من قبلها.
جعَل الله المودَّةَ بين الزوجينِ آيةً ظاهرة، ومعجزةً باهرة، وآية من آياته الدالَّة على ربوبيَّتِه، وهي مِن أسباب دوام العِشْرة بينهما، والألفة في العَلاقة بينهما، فقال: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21].
وبهذه المودَّة والمحبَّة تنتظمُ الحياة الأسرية، وتسير على وَفْقِ الشرع الحنيف، وتسودُ أجواءَ الأسرةِ السكينةُ والطمأنينة، ومِن تلك الأسرة السعيدة يتخرَّج الأبناء ويكونون أداةً صالحة في خدمة دينهم ومجتمعهم.
أيها الرجل أتدري من زوجتك؟. إنها فراشك وموضع سرك، وأسيرة بيتك، إنها موطن المودة والرحمة إنها موضع قضاء وطرك وإعفاف نفسك، إنها طاهية طعامك وكانسة منزلك، ومنظفة ملابسك، ومرتبة حالك، ومربية أولادك، فهل أدركت يا ترى كل هذه الأبعاد؟
وأيضاً إني أخاطبك، وأنادي فيك رجولتك قبل عقلك، أخاطبك وأناديك بخطاب رسولك صلى الله عليه وسلم يوم أن قال: رفقا.. رفقا بالقوارير ألم تسمع قول ربك لك ”فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا“ ألم تتأمل قول رسولك ﷺ وصحبه وسلم ”استوصوا بالنساء خيرا“ وغيرها الكثير فيما يحث على الاهتمام بالمرأة …
وإذا كان الرفق بالقوارير مطلوب من معشر الرجال فإنني في حديثي هذا أوصي الزوجة بالرفق بزوجها الذي هو عصمة امرها وأوصيها بالوقوف إلى جانبه وان ترضي غروره ولا تشعره بالإحباط .
فرفقا يا حواء بآدام... فقد كان يرسم عالما حانيا بين جنبيك.... فلا تقسي عليه مهما أخطأ. رفقا بزوجك.... إن ضاقت به الدنياا وعسر به الحال.. فلا تضغطي عليه بالمطالب وإياك اياكِ... أن يشعر منك أنه أقل من غيره وأنه لم يوفر لك ما تمنيتي.. رفقا بزوجك.... حين يدخل بيته وقد علا وجهه الهم والحزن.. ولخلاف بينكما أهملتيه أو ربما أظهرتي الشماتة فيه... حبيبتي ارفقي به ليس له في الدنياا سواك.. إنسي قسوته عليك وإنسي هجره... مهما كان الرجل قويا فهو حملٌ وديع حين تضميه لصدرك....!! رفقاً بزوجك.... حينا يكون مريضا وأعلمي ان من أشد اللحظات على المرأة مرض زوجها لتقلب مزاجه وكثرة طلباته... وتذمره.. ولومه.... لكن تضلين الزوجة الرؤوم والقلب الحنون. رفقا بزوجك... وبكبريائه حينما يخطئ بحقك ويظلمك.... ثم يندم لكن لا يعرف كيف يعتذر!! لأنه لم يتعلم الاعتذار.. رفقاً بزوجك... حينما يتعكر مزاجه!! ويخلف ما كان يعدك به لظروف مرت به.. وإن كنت تنتظرين هذا الوعد من زمن وترسمين له... فرفقاً به ولا تزيد همه ثقلا.... حبيبتي.. رفقك ِبزوجك ِستجنين ثماره بالدنيا قبل الآخرة لكن لا تستعجلي القطف... فرفقاً بزوجك قبل أن يأتي يوم ويرحل هذا الزوج عنك إلى الأبد.... عندها تندمين على قسوتك معه؛ وتتمنين متى ترينه وتسمعين صوته ولكن فات الوقت!.
ألا يستحق زوجك بضع كلمات تداعب وجدانه،،،
صَعبه أعيِش أيَام عُمرٍي بَليآك
وٍإنت الحيآة بدوُن شُوفكَ كآبه
تعَآل خِذني لآخر حِدوُد دِنيآك
مَليت أقآسي مِن زِمآني عَذآبه!!
حَآولت لَكِن مآتحَملت فَرقآك
بُعدك عَذآب وفِي حضُورٍك مهآبه!!
اختي المؤمنة لا تتركي الدعاء لزوجك بقولك:
اللهمّ اجعله لي كما أحبّ واجعلني له كما يحب واجعلنا إليك كما تحبّ ربّنا وترضى. اللهمّ اجعلنا قرّة عين لبعضنا البعض يا ربّ العالمين. اللهمّ اقسم له من خشيتك ما تحول به بينه وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلّغه به جنّتك. اللهمّ اغفر لي ولكافّة المسلمات واعف عنّا وارحمنا واكتبنا مع الصّالحين الأخيار.