آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 2:20 ص

حُلم المشروع الثقافي

رجاء البوعلي * صحيفة الرأي السعودي

قال لي: مَرتْ سنوات طويلة ولم تُعبِر لي شابة عن هذا القلق، لتُفكر فيه كمشروع، لكنكِ تقصدين أهدافًا كبيرة، أتمنى تحقيقها ولكني لست متفائلًا! شكرته وانصرفت، أعددت الخطة التنفيذية، حملت الفكرة على كتفيّ وسرت!

في عام 2013 أطلقتُ إعلانًا عن تكوين «ريادة لتنمية الشباب» انكبت الاتصالات، انضمت جماعات وانسحبت أخرى، أسسنا فريق نوعي بالدمام ضمّ مجموعة كاتبات وفنانات تشكيليات وفوتوغرافيات ومصممات، وبدأنا نفتح النوافذ في مجتمع محافظ يخشى من الحديث الحُر، استضفنا الشخصيات لتقديم الندوات، فكانت الأولى «مناهضة العنف ضد المرأة» ثم «التطوع والنهوض الاجتماعي للشباب» ثم «الفراغ الفكري والشباب المعاصر» ثم «التوعية الجنسية مسؤولية مَن» و«التجديد الثقافي» وقد لاقت هذه الندوات - التطوعية - احتفاءً ملموسًا تجاوز المتوقع في فترة وجيزة، لم يقل عدد الحضور عن الخمسين، كان شيئًا مُبهجًا ومدعاة للتقدم.

ونظرًا لعدم وجود داعمًا ماليًا، فتحنا باب الدورات التدريبية ليكون عائدها رافدًا للاستمرار، بدأت الصعوبات تزداد، فالمدربين والمدربات يطالبون بمبالغ تجارية لا يمكننا توفيرها! ما الحل؟ تدور المسؤولية بين أفراد الفريق ثم تسقط على رأس القائد الذي عادة يكون في وجه المدفع! لم أجد مخرجًا سوى أن أؤهل نفسي لأصبح مدربة، وأنقذ خطوات المجموعة من التعثر! وفعلًا تأهلت للتدريب وبدأت الرحلة! وضمن خطة تدريبية مُمنهجة بدأنا بدورات تأهيلية بمبلغ رمزي، نُدشن به صندوق المشروع، اتجهنا نحو أول مسار تدريبي لبناء الذات لتطويرها وتمتين جوهرها إداريًا وفكريًا، أعددت الحقائب وانطلقنا مع «فن إدارة الوقت والتخطيط للإنجاز»، «القيادة»، «التغيير».. كان عملًا مُتقدًا برغم كفاحه، ثم تداعى الفريق لأسباب عدة!

حملتُ الحُلم على ظهري ورحت أُشعل قنديلًا في مدينة الأحساء، وتكوّن فريق نوعي أيضًا، ظلّ متشبثًا بالنور حتى إشعاري لهنّ بعدم قدرتي على مواصلة الحضور المستمر هناك، وتداعى هو الآخر فيما بعد، وانتهت مرحلة الفريق.

ما بين تجارب محلية ودولية، وما يختبئ خلف كواليسها بدأت أحط أقدامي في الميدان الإنساني المجتمعي، وأتعرف على معنى الثقافة والمجتمع والإنسان عن كثب، كان هذا جزء من الجزء الأول.