آخر تحديث: 23 / 11 / 2024م - 8:37 م

”الرحيل المُر“

عبد الواحد العلوان

رحيل الصديق العزيز والوفي الشاب علي بن فتحي الخضير والذي فقدناه بصدمة وفاجعة لم نستوعبها أثر سكتة قلبية مفاجئة..

البقاء لله.. أحر التعازي والمواساة لوالديه وأخوانه وأهله وذويه وأصدقاءه..

وقد تأتي تلگ اللحظة التي نرحل فيها بإرادتنا، أو بإرادة الظروف، أو بإرادة الله وقضاءه وقدره..

هناك أسباب بأيدينا نقررها، وهناك أقدار بيد الله لانملك حيالها إلا الرضاء والتسليم.

الرحيل مُر

قد لايستوعبه الفرد

قد لايتمكن من أتخاذ قرار حياله

قد لايستطيع وضع النقاط على الحروف والأستعداد لرحلة كانت هي بقضاء الله وبقدرالله..

ليتمكن من قول كلمة الفصل في وقت الفصل الأخير ”البقاء أم الرحيل“..

ولكن قد يأتي الرحيل بغتة وبلا ميعاد وبلا قرار وبلا أستعداد وبلا خيار منا، وقد نفقد فيه من يطيب لنا بقاؤهم طوال العمر بجانبنا، وقد نفقد فيه من كانو لنا خير سندٍ وخير معين، ولكن هذا الرحيل وذاگ الرحيل كلاهما موجع ومؤلم وحزين ويكسر الظهر في كل حين..

أن كنت على قيد الحياة وبيديك مفاتيح السعادة، وأدوات الحياة بهناء ”عِشها“ بلاتردد، عِشها بلا ضياع للوقت، عِشها بلا قسوة، فالحياة جميلة، أغدق على نفسك وعلى غيرك من خيرات الجمال والنعم، أكرم أعطي ساعد ساهم تطوع جمل حياتك بأعمال قد تكون لك خير بعد رحيلك، ف وجع الرحيل قد يُِنسى بجميل الأحسان وجميل الأفعال..

ماألذ طعم الدعوة التي تعرجُ للسماء السابعة وهي تقول اللهم أسعد فلان بن فلان بن فلانة، كما أسعدني، اللهم أقضِي هم فلان أبن فلان أبن فلانة كما قضى همي، اللهم فرج كربة فلان بن فلان بن فلانة كما فرج كربي، اللهم أرحم فلان بن فلان بن فلانة كما رحمني وعطف بي..

أقسى وأبشع أنواع الرحيل هو ذاك الرحيل الذي يأتي خِلسة بلا ميعاد ويترك صدمة وفاجعة لم تكن في الحُسبان، ويأخذ أعز الناس وأطهرهم، وأعذبهم على قلبك، ويسرق منك أبتسامة ذالك الوجه الجميل، ويبدلها بالحزن والسواد والهم، فلا تلومون شخص قد فارق حبيبه، فلا تلومون شخص قد فارق عزيزه، فلاتلومون شخص بكى من قلبه، حتى جفت عيناه وأصبحت بلادموع، حتى أنقطع نحيبه وأنينه وصوته..

رحيل الحبيب الزوج وجع يدمي القلب

رحيل الأب أنكسار لخيمة الأسرة

رحيل الأم هي أنقطاع البركة والدعوة الصالحة

رحيل الأبن أنكسار لظهر الأب ووجع لاينتهي

كافة أنواع الرحيل وأشكاله والله والله والله أنها موجعه ولن يعيها ولن يعلم ماحجم تلك الحروف التي خطتها يداي إلا من تجرع ألمها، وعاش غصتها وأدمعت عيناه على ذكرى تُخلد كل مامرت صورة من صور ذالك العزيز الذي فارقناه ولم نكن نعلم أننا مفارقوه..

خطوات هي التي تملكها أنت وبيديك هي تستطبع تغيير عاداتك من اليوم لحين يوم ملاقاتك العزيز الجبار الرحمن الرحيم، هي أنك تبدأ في حساب الوقت وتتعلم بأن ”الفِراق“ لايستئذن أحد، وبأن الفِراق والرحيل والموت هو وعد الله الذي وعده عباده ”و قهر عباده بالموت والفناء“ فراق الأحبة والأعزاء ورحيلهم هو أكثر وجعاً وألماً وجرحاً على النفس من أي وجع أخر..

خطوات بسيطة تستطيع بها أن تعيش حياة هانئة وسعيدة وفيها أستعداد روحي وقبول وثقة بأقدار الله، بأن لا يوجد صك ملكية للحياة مدى العمر، ولايوجد بطاقة أستمرارية في الحياة الدنيا، قد تفارق من تحب بالأنفصال والبعد العاطفي والأسري وهذا مكتوب وفيه أستعاضه وعوض لكل فرد من الطرفين، ولكن الفراق الآخر هو ”الموت“ والذي لايوجد فيه أستعاضه آلا بالعمل الطيب والخير والأحسان ورحمة الله التي تتسع لها كل شيء..

خطوات هي بسيطة التي تجعلك في ظن الله والقبول بأقداره، العمل الطيب وصنائع الأحسان، قضاء حاجات المسلمين الصدقات، بناء المساجد، فعل الخير والحث عليه، فعل المعروف ونش ونشره وكذلك في الدين الصلاة الصيام الزكاة الزواج الحلال ونبذ الحرام، الحث الدائم على نشر الفضيلة، الأبتسامة صدقة في وجه أخيك المسلم..

لايوجد عمل أحب إلى الله من فعل الخير وقضاء حاجات المسلمين، فأحرص كل الحرص على تنوع أفعال وأقوال وأعمال الخير في حياتك، وفي طريقك، حتى تُريح من هم بعدك، وحتى من يفارقك وترحل عنه لايضمأ بعدك، ولايتعب ولايشقى ولايخاف عليك كيف س تقابل وجه الله ربي الكريم، وعلى أي حال وعلى أي وجه سوف تكون رحلتك الأخيرة وخاتمة حياتك..

الرحيل الموت الفِراق سمه كما شئت، ولكن المهم والأهم أن تعي وتميز بأن هذه الرحلة أن كانت بإرادتك وخيارك أو بإرادة الله، وأن كانت هي بإرادة الله من هذه اللحظة أستعد لاتقل غداْ، لاتقل بكرة، لاتقل بعد يوم، لعل قدرك لايمهلك لذالك الوقت، ويأتيك الموت بغتة، ولن يستئذنك لترتب أغراض رحلتك، وأشيائك وأمتعتك..

أن أحببت أشعر من تحب بحبك، أن كرهت سامح من كرهته، أن عاديت صافح وأصفح وأبعث رسائل السلام، أن لم يكن لديك زاد لختام رحيلك ورحلتك أستعد وكن دائماً على خط الأستعداد لتقابل الوجه الكريم، ولديك الزادّ، وفي أي لحظة وساعة، والله ثم والله ثم والله لاخير أفضل من أستعدادك في العيش في الحياة وأنت مستعد دائماً للخاتمة آيضاً..

ف رحيل الأحبة والأعزاء قد يخلفه وجع يثلُم القلب ويوجع البدن، ويسرق جمال ولحظات الحياة، ولا تستطيع حياله رداً ولا أمساكاً ولا ينفعك إلا التسليم لأمر الله، وكذلك الرضاء بقضاءه وقدره، ومع هذا وذاك يسعدك كل السعادة أذا علمت عمن فقدته بأنه فعل وقضى خيراً ومعروفاً وكانت حياته دائمة في الخير وعاش بين الناس خفيفاً مبتسماً مؤمناً خلوقاً وخلاقاً، وهذا ماقد يخفف عليك كلما تذكرت جوانب حياته وأيامه وسمعت وشاهدت وشاركت معه أجمل أوقاته..

لذلك هي حياتك أبدع أنقش وأرسم بالفرشاة ماتود رسمه وخط بالقلم ماتود خطه هي حياتك فأنت المسؤل عنها في الدنيا، وهي أيامك فأنت المسؤل عنها وهو وقتك فأنت المسؤل عنه، أن قضيته في خير تنفع به نفسك وتنفع به الناس، وأن قضيته في شر يسوء لك ويسوء للناس، أحرص وكن واعي وكن على يقين تام لايوجد في هذه الحياة قائمة أسماء مخلدون ولا خالدون، جميع من تحت التراب اليوم لم ينتهو من أعمالهم ولم يشبعو من محبتهم للحياة، ولم يشبعو أونساً ولا فرحاً ولو أتيحت لهم الفرصة أن يعيشو الدهر طوله وعرضه لن يملو ولن يقبلو بغير ذلك..

ولكن هي إرادة الله وقضاءه وقدره في أن يستخلف آخرين على الأرض بموت عباد الله، أنا خططت هذا المقال من وقائع مامرت في ذاكرتي وعشتها مع أعزاء وأقرباء وأصدقاء، لم تمنحني الفرصة ولم يمنحني القدر بأن أستعد أن ألازمهم أكثر فقدناهم ورحلو عنا وفارقناهم في الحياة الدنيا ولكننا موعودون معهم أن لم يكن اليوم فمن المؤكد غداً أو بعد غدٍ نحنُ تحت التراب وإليهم سائرون سُنة الله ولن تجد لها تبديلاً ولن ننسى وسنتذكر دائماً ”أنتم السابقون ونحن اللاحقون“

رحمة الله وسكينته وطمأنينته تنزل على قبور من فقدناهم وأوجعنا رحيلهم اللهم أنر قبورهم بالضياء والنور والرحمة والسرور وآنس وحشتهم وظلمتهم وأرحمهم وتقبلهم عندك بواسع القبول فلا نعلم منهم ولا عنهم إلا كل خير..

لاحول ولاقوة إلا بالله العظيم

إنا لله وإنا إليه راجعون