لنجعل المسجد مكاناً يحبه الشباب
إن للقراءة على المنابر الحسينية وإلقاء الخطبة والتطوع بالمساجد أجر وثواب ونصيب من الله تعالى، ولكن إذا كان العمل فيه رياء وتحزب وذل وإهانة للناس فإن ذلك يكون عليه أثم؛ فيجب أن يكون عمل الإنسان خالصا لوجه الله إذا أدخل نفسه في مثل هذه المجالات التطوعية.
صحيح إن الإنسان قد يخطأ ويذنب ويرتكب بعض الأمور، ولكن عليه أن يكون واعيا ويتعظ في مثل هذه الأمور، ويثقف نفسه أكثر عن مواضيع الرياء وكيف يجعل عمله خالصا لوجه الله، وأيضا كل فرد منا لديه عيوب ولكن عليه أن يحاول إصلاحها قبل فوات الأوان، وتجنب التعالي والعجب بالنفس.
وأما جعل المساجد مكانا لنيل الشهرة والسمعة والكسب المادي، وجعلها أيضا مكانا للتحزب والفئوية يعتبر عملاً من أعمال الرياء والتكبر والتفاخر وهو أمر لا أجر ولا ثواب فيه.
إن على الإنسان المتطوع أن يكون إنسانا خلوقا ويجب عليه أن يحترم الناس ويراعي مشاعرهم وأن لا يكون متعالياً على من حوله.
وللأسف فإن بعض الخطباء أو طلبة العلم كأنهم أوصياء على الناس فوق المنابر الحسينية، ولا يريدون من أحد أن ينفتح بالمجتمع. وخصوصا يتشددون على فئة الشباب ويحاولون منعهم من الانفتاح بثقافتهم أو موهبتهم لتنمية مجتمعهم.
للأسف يفعلون هذا الأمر لأنهم لا يريدون أن يخسروا سمعتهم ومكانتهم الاجتماعية وتسليط الأضواء عليهم.
كذلك يعتبرون أنفسهم أنهم المتدينون وحدهم وأنهم صفوة الناس، وهم في الحقيقة ليسوا كذلك.
قال الله تعالى: ﴿لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ﴾ سورة الحج أية «53».
ومع خالص تمنياتي من كل قلبي بالحفظ من الله ونيل الأجر والثواب بالدنيا والآخرة إلى طلاب العلم والمتطوعين في خدمة المساجد. وهدف هذا الموضوع التنبيه والإصلاح لا غير وشكرا لتفهمكم.