آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

الانسان لا يموت مرة واحدة!

سوزان آل حمود *

الصحة تاج فوق رؤسانا، والعافية هي السبب في تحقيق جميع متطلباتنا،فالحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام على سيد خلق الله أجمعين كم من مرة سمعنا هذا المثل يضرب لنا ونحن صغار.. فلا نكاد نفقه مايريد الآخرون أن يقولوه لنا.. هل يقصد بذلك أن جميع الناس الأصحاء يرتدون تيجانًا فوق رؤوسهم؟ لكننا لا نراها. لأننا لسنا مرضى وحدهم المرضى يستطيعون أن يروا تلك التيجان.. ويروا هل هي جميلة أملا؟.. وحدهم المرضى من كنا نظن أنهم يتمتعون بهذه الخاصية السحرية التي تجعلهم يرون ما لا يراه الآخرون.

الإنسان الذي يتمتع بصحة جيدة، يستطيع أن يمارس حياته بشكل طبيعي، ويمارس كل الأعمال و المهام المطلوبة منه بكل سهولة،

وقد أمرنا الله سبحانه و تعالى ورسوله الكريم بالمحافظة على الصحة حيث قال المصطفي عليه وعلى آله وصحبه افضل الصلاة والسلام «إن لربك عليك حق، وإن لبدنك عليك حق».

يعتقد البعض أن الإنسان يموت مرة واحدة فى حياته، لكن الدكتور جون ليتش، الباحث فى جامعة بورتسموث البريطانية، كشف من خلال دراسة علمية حديثة له بأن الإنسان لا يموت مرة واحدة كما هو متعارف،لكن يتوفى فى كل وقت وحين، بسبب الظروف المحيطة وهو ما أطلق عليه «الوفاة النفسية».

والمرض انهزام للنفس والبدن معا، فعندما تعتل الصحة ويشعر الإنسان بالوهن والضعف وعدم القدرة على مواصلة الحياة إلا بمساعدة الآخرين وقتها يشعر بالعجز وهو ما يولد آلاما نفسية تجعل المريض في حالةمن الضعف الانساني التي لا يداويها إلا قلوب المحبين الذين يحيطونه بالرعاية والاهتمام، وهنا يتأكد المرء منا من طيب ما غرست يداه إن كان خيرا أم لا فالالتفاف حوله لهو خير برهان على انه يحظى بمساحةمن الأهمية في نفوس أهله وأصدقائه وزملائه الأمر الذي يعضد من نفسية المريض ويمدها بمزيد من القوة التي تدفعه لمقاومة المرض. وبالتأكيد فان العكس ما يحدث عندما يعاني المريض تجاهل ولامبالاة منحوله.

أشار ليتش، أن ظاهرة «الوفاة النفسية» تحدث عندما يصاب شخص ما بصدمة يشعر من بعدها أنه لا يستطيع الهرب، ما يجعل الموت يبدو كخياره الوحيد، نافيا أن الموت النفسى مرتبطة بالاكتئاب والانتحار، مؤكدا أن التدهور النفسى يمكن أنينشأ من خلل فى الدائرة الحزامية الأمامية فى الدماغ بسبب الصدمة الشديدة، وهذا الجزء من الدماغ يتحكم في كيفية احتفاظ الإنسان بسلوك موجه نحو الهدف.

فى هذه المرحلة يصبح المريض غير قادر على تحريك عضلات جسمه طواعية، ويُشبه ليتش هذه الحالة بمرض باركنسون الذى يفقد الإنسان القدرة على تحريك عضلاتك، وبالمثل، إن وصول الإنسان إلى مرحلةيفقد معها قدرته على التحكم بعضلاته النفسية، فإن ذلك إحدى علامات الوفاة النفسية.

الموت النفسي اشد مرارة وألماً من الموت الموارى تحت التراب.

فها هو جبران خليل جبران يقول:

ما زلت أؤمن

أن الانسان لا يموت دفعة واحدة

وإنما يموت بطريقة الأجزاء

كلما رحل صديق مات جزء

وكلما غادرنا حبيب مات جزء

وكلما قُتل حلم من أحلامنا مات جزء

فيأتي الموت الأكبر ليجد كل الأجزاء ميتة

فيحملها ويرحل

والحمدلله أن جون ليتش أكد في دراسته أنه من الممكن إنقاذ المريض من «الوفاة النفسية» خلال أي من المراحل تقلباته النفسية وذلك بحثه على القيام بنشاط بدني، ومساعدته على استعادة الإحساس بالسيطرةعلى حياته من جديد.