شددت على أن النقد ضروري لكل الفنون والأعمال الإنسانية
الشاعرة رباب: كل قصيدة لها هوية خاصة تولد بها
أريشفية
جهات الإخبارية حسين السنونة - الدمام
أكدت الشاعرة رباب إسماعيل أن التغيرات التي تشهدها المملكة على مستوى المشهد الثقافي هي حصاد لجهود قديمة وليست آنية.
وذكرت إسماعيل خلال حوارها مع «اليوم» أن الشاعر لا يمكن له أن يغير لغته ليرضي فئة معينة من الجمهور، حيث إنه يكتب ذاته أولا، ولا يُفكر من سيقرؤه لحظة الكتابة، ليقوم بعدها ببلورة نصه وصقله.
ماذا يعني الشعر بالنسبة لك؟
الشعر «طريقتي» في مُقاربة هذا الكون وتفاصيله، إذ إن النِتاج الإبداعي للإنسان ما هو إلا محاولات مستمرة للانكشاف على الذات في تماسها مع العوالم المُختلفة.
والشعر يهبنا قراءة مختلفة للوجود، وبالتالي هو طريقة حياة، بهذا المعنى يستطيع الشعر تفكيك الوجود، وإعادة بنائه وجعله أقل قسوة، إذ تجعلنا هذه المعاني الجديدة التي يوجِدها الشعر أكثر خفة، وما الحياة إلا معانٍ لموجودات كل يراها بعينه، كما أن الشاعر يتعرض لكثير من مشقات العبور من الألم نحو الأمل، لذلك قلتُ مرة إنني أكتبُ لأمشي على خيط الحياة، فوق كل هذا اللهب.
في الديوان الأخير «رسائل دوار الشمس» كان واضحا الرمزية في النصوص هل تتعمدين ذلك؟
أبدا، نحن لا نختار الوضوح من الغموض عند الكتابة، كل قصيدة أو نص له هويته الخاصة التي يولد بها، الشاعر يُعدل، يُبلور ما يكتب، لكنه لا يقول سأكتب قصيدة مبهمة وإلا انكسر الشعر، برأيي الشعر رهيف، لا يحتمل كل ذلك.
لغتك في الديوان كانت عالية جدا.. ألا تعتقدين أن ذلك سينفر بعض القراء؟
الشاعر يكتب ذاته أولا، يكتب لنفسه، ولا يُفكر من سيقرؤه لحظة الكتابة، بعد ذلك يبلور نصه ويصقله، لكن لا يمكن له أن يغير لغته، أؤمن بالوظيفة الجمالية للشعر، وهذا أمر أسعى لأن أُحافظ عليه عندما أكتب.
واضح في نصوصك الشعرية تلك الخلطة التاريخية والجغرافية والفكرية هل ذلك نابع من التراكم القرائي؟
أنا ابنة الحياة قبل أن أكون ابنة الورق، أعيش الشعر وأقرؤه في الوجوه والأماكن والتجارب، عشت ذلك وقرأته في آن، وما نصوصي إلا انعكاس لكل ذلك.
هل للنقد دور في تقويم تجربة الشاعرة؟ وهل تخافين من النقد؟
على العكس أتمنى أن تجد تجربتي القراءة النقدية التي تجعلها أصفى وأقوم، فالنقد ضرورة للشاعر ولسِواه، بل هو مهم لأي عمل إنساني.
كشاعرة ومثقفة كيف ترين التغيرات في المشهد الثقافي السعودي؟
تغيرات انتظرها وعمل عليها أناس كُثر، هذهِ التغيرات هي حصاد جهود قديمة وليست آنية، اللافت أننا نتعرف عليها وعلى مؤسسيها وكأنها ظاهرة جديدة نبتت من فراغ.
لو قدمت لك دعوة لحضور مهرجان مسرح ومهرجان سينما أيهما تفضلين ولماذا؟
أُحب السينما ولكنني سأختار المسرح بلا تردد، فالآنية التي يتميز بها المسرح تجعل منه شيئا أكثر جاذبية بالنسبة لي، أن تحضر عرضا حيا بكل تفاصيله، من ممثلين وحضور، وتوقيت لا يمكن إعادته كما هو مهما حاولنا، لذلك أرى أن المسرح أكثر قربا إلى الشعر.
كشاعرة ماذا تعني لك الموسيقى وهل تجدين لها علاقة بالشعر؟
لو لم أكن شاعرة لاخترت أن أكون موسيقية، فالموسيقى هي أصفى وأعمق أنواع الفنون، وهي تختصر كل جمال هذا الكون وعبقريته.