التركيز طريقك للنجاح
ربما تجد صعوبة في حفظ سورة قرآنية قصيرة، ربما تجد صعوبة في تنفيذ برنامج ثقافي معين، ربما تجد صعوبة في كتابة مقالة أو قصة قصيرة.... لكي تحقق النجاح في أي مشروع وتكمله وتبدع فيه عليك أن تتحلى بصفات الناجحين، كالرغبة في العمل والجدية والمثابرة، والصبر وتحمل المشاق وغيرها.
وتأتي صفة التركيز وهي إحدى الصفات التي ينبغي تنميتها في الذات وهي قاعدة النجاح التي يتداولها الكثير من مدربي التنمية الذاتية وخصوصا في دورات النجاح.. تقول القاعدة:“أن كل ما تركز عليه ستحصل عليه”.. هي في الحقيقة قاعدة رائعة وربما تتحقق في أغلب الأمور.. فالتركيز على أمر أو هدف معين نريد تحقيقه فهو بلا شك سيأخذ كل اهتمامنا وفكرنا لإنجازه وتحقيقه.
كيف تنمي صفة التركيز في ذاتك وتحقق إنتاجية أكبر؟
لم يعد عقلنا يركز في جانب واحد بل أصبحنا نفكر في عدة أعمال في آن واحد، وذلك بسبب تعدد وسائل التشتت والتي منها وسائل التواصل الاجتماعي التي سببت لنا فوضى في التفكير بسبب سوء الاستخدام، وربما البعض ينتج عملاً ما لكنه ليس بتلك الجودة. فإذا كنت ترغب بزيادة إنتاجيتك وجودتها فعليك أن:
· تركز تفكيرك في عملك فقط. · تكتب ما تريد إنجازه حسب خطة زمنية معينة.
· الابتعاد عن أجواء التشتت والفوضى، أبحث عن أجواء الهدوء كالمكتبات.
تعرف على الأوقات التي تكون فيها بأقصى تركيز وخصصها للمهام الصعبة، وقد وُجد أن معظم الناس يركزون بشكل أفضل في الصباح أو في وقت متأخر من الليل.
قال تعالى: «مَّا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ ۚ»
فلا تجعل مع الفعل ك «حفظ سورة قرآنية» فعلا آخر ك «تصفح الواتساب» فقد بيّنت إحدى الدراسات الأمريكية - والتي نشرت على صفحات جريدة الطبِّ النفسي التجريبي - أن الطلاب قد يستغرقون وقتًا أطولَ عند حلِّهم للمسائل الرياضية المعقَّدة إذا ما حاولوا الانشغال بعمل آخر غير التركيز في حلِّ المسألة، وهذا الذي يجعلهم يفكِّرون بسرعة 40% أقل مما لو لم ينشغلوا بعمل أو شيء آخر.
طلب المساعدة من ذوي الخبرة في انجاز المهام يعني ذلك مضاعفة التركيز مما يسهم في زيادة الإنتاجية والإبداع في النتائج.
لذلك تخلى عن سيطرتك عن كل صغيرة وكبيرة في حياتك يقول تعالى: «وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ»، قم بتوكيل بعض الأعمال، وشاور وتعاون حتى تنجز عملك على أكمل صورة.
لكي تكون مبدعاً في عملك عليك أن تركز وهذا يتطلب أن تأخذ قسطاً من الراحة، فضغوط العمل وتتابع العمل من شأنه أن يشتت أفكارك، لذلك قم بتغيير بيئة العمل، تحدث مع زميلك، استشر زميلك في موضوع ما.
توقف لحظة واشحذ منشارك كما يقول ستيفن كوفي في كتابه «العادات السبع» ففي ذلك إعادة لبرمجة المخ والقدرة على تنمية التركز واستعادة نشاطك وهمتك وقدرتك على العمل أكثر.
إذا أردت أن تكون أكثر تركيزاً فعليك أن تهتم بصحتك من حيث اكتساب عادات صحية سليمة مثل:
· تناول أغذية معززة للتركيز وهي التي تحتوي على فيتامين b12 والثيامين، وهناك مجموعة من الأطعمة التي ننصح بها لزيادة قوة التركيز مثل: الحبوب والألياف والمكسرات والبقوليات والخضروات والفواكه، والأحماض الذهنية المتوفرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والسردين وحبوب زيت السمك والمكسرات.
· النوم الكافي: حيث أنّ أخذ قسط كافٍ من النوم اليوميّ خاصّةً أثناء الليل يؤدّي إلى الاحتفاظ بنشاط الدماغ، ويريح الجسم، ويقلّل نسب التشتّت والشرود أثناء العمل.
في 20 يوليو 1969 هبط رواد الفضاء الامريكيون بنجاح على سطح القمر وقد عزَّا مسئولو ناسا هذا النجاح للجهد الذي «سخرته» الوكالة لهذا الهدف! إنه التركيز!
فهل يمكنك تنميته لتكون من الناجحين؟!
