آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

واأسفاه!

سوزان آل حمود *

واأسفاه على سعادة افتقدناها وسافرنا نبحث عن مفاتيحها..

بعدما انطوينا بين ثنايا الأحزان.

واأسفاه على أحلام تلاشت مع الأيام.. وأبحرت وسط

عالم الأوهام والقصص المستحيلة.

واأسفاه على يوم

مضى ويوم سيمضي ولا ندرك كم نحن عظماء بعروبتنا

وأن النجاح الحقيقي يكمن بداخل كل منا وسيخرج إلى

النور إذا وجدت الرغبة الحقيقية وتحمل المسؤولية.

واأسفاه على الحياة التي فقدنا لذتها... فأصبحنا عاجزين

على كسر المألوف وصناعة المعجزات. واأسفاه واأسفاه على ظلمة الموت التي تأخذ من عمرنا سنين ونحن

لا نتعظ.

العمل الصالح له أهمية كبيرة، فهو قرين وشرط من شروط الإيمان، والعمل الصالح بأنواعه المختلفة من قربات وطاعات وأعمال صالحات، ومن أعمال للقلب واللسان والجوارح، كلها تزيد في الإيمان وتقويه، فالناس جميعاً من لدن آدم - - إلى يوم القيامة في سفر للعودة إلى الدار التي خرجوا منها.

والدنيا هي الجزء الأول أو المرحلة الأولى من الحياة التي يعيشها الإنسان، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى [الليل: 13]، وقد خلق الله تبارك وتعالى آدم - - وأدخله جنته، واقتضت حكمة الحكيم سبحانه إخراج آدم - - منها، ونزوله إلى الأرض بسبب ما صدر منه من مخالفة أمره سبحانه.

فالدنيا بما فيها من المتاع والشهوات تعيق الإنسان المسلم عن السير إلى جنات ربه، وعن كل عمل صالح يقرب منها، هناك قسم من الناس يقولون إن كل الأعمال التي يعملها الإنسان هي من إرادة الله!

هذه المسألة قد يلتبس أمرها على بعض الناس والإنسان مخير ومسير، لأن الله أعطاه إرادة اختياريه وأعطاه مشيئة يتصرف بها في أمور دينه ودنياه، فليس مجبراً ومقهوراً لا، بل له اختيار وله مشيئة وله إرادة كما قال - عز وجل -: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ «التكوير: 29»

المؤمن في الحياة الدنيا يرى تفرق أهله وأحبابه بالموت يومًا بعد يوم، ويعلم أنه لا بد نازل به في الصباح أو المساء، فيستعد له بفعل الطاعات، ويغتنم فرص الحياة، ويرجو اجتماعه بأحبابه في حياة الآخرة التي لا موت فيها ولا حزن، التي يقول أهلها حين يدخلونها: ﴿وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ [الزمر من الآية: 74]. وها هو يبكي نفسه لأنه ضيع حياته هباء فيقول:

أبكي في ظلمة الليل وحدي والصمت يحيرني

واأسفاه على رحيل بلا زاد يبلغني.