معلمي ملهمي
لم أجد في النصوص الإسلامية أحاديث مفصلة عن النظام التربوي في التعليم المدرسي ولكن أحاديث هنا وهناك عن أهمية العلم والمعلم وقيمته في بناء الإنسان الرسالي والتي من خلالها نستشف ملامح وطريق للنظام التربوي في الإسلام، منها كانت الانطلاقة الحقيقية لمعنى المعلم الرسالي فالعملية التعليمية تحتاج بطبيعة الحال تخطيط وتطوير وبناء، هذا ما أشار إليه الشيخ العلامة عبدالفتاح أبو غدة في كتابه الرسول في التعليم.
رسالة المعلم ليست مقتصرة داخل الصف والمدرسة، بل هي مشروع حياة لبناء إنسان مدرك لقيمة الوجود والتأثير داخل المجتمعات، ويبقى البعد الأخلاقي هو السمة المحورية في التعامل مع كافة مكونات شرائح المجتمع، المعلم الحقيقي من يحفر ذاكرته في عقول طلابه، وهو الذي يأسرهم بلطفه وأسلوبه وتعامله، متمكناً من مادته معززاً من أطروحاته التعليمية بأفضل السبل. لذا من الصعب أن يحترم الطالب معلمه مادام لا يعير اهتماماً واضحاً لمادته ولا يقدم المعلومة إلا بالمن، مثل هؤلاء سرعان ما تطحنهم سنين الذكريات ولا يبقى لهم مكان في الذاكرة.
من يحمل رسالة التعليم عليه أن يعي أنها رسالة سماء هدفها إثراء العقل بالفكر والثقافة ومؤداها طاعة الله وإعمار الأرض.
معلمون كثر تعلمنا على أيديهم من المرحلة الابتدائية حتى المرحلة الجامعية، كل واحد منهم له طريقته وفنه ومنهجه وفكره، فبعض منهم هدفه تقديم المعلومة وبعضهم الآخر الجلوس على الكرسي وضياع الحصص وقلة قليلة من يعشقون تخصصهم ويقدمونه في قوالب ثقافية للناس.
سيرة المعلم خليل بن إبراهيم بن عبد اللطيف الظفر ليست سيرة معلم وانتهت، بل تستحق التوقف عندها لما لها من تأثير وتضحيات وعطاء وحب وكرم ثقافي طيلة فترة خدمته في سلك التعليم.