آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 9:30 ص

”عيون حارة“

علي العبكري

الحسد..!! وما أدراك ما الحسد؟ كم من داء ألصق به وكم من علة؟، وصفه الله سبحانه وتعالى في سورة الفلق بالشر قال تعالى ”من شر حاسد إذا حسد“.

يتعاظم هذا الشر عند البعض فيخافون من أمور شتى، ويصل عدد غير قليل منهم لمرحلة الهوس، عند عطل السيارة الأكيد أن هناك عين أصابتها.. وعند المرض فالسبب ليست العدوى والفيروسات وإهمال النفس بل الحاسد، وهكذا عند كل طالعة ونازلة هناك حسود.

وللوقاية من حرارة هذه العيون هناك تقاليع عجيبة غريبة لاتزال موجودة ليومنا هذا، فمثلًا عند الزواج تقوم العروس قبل ليلة الدخلة فيما يعرف بليالي ”الجلوات“ بوطىء بيضة نية حتى تنكسر ذرئًا للعين!!، وهناك السلسال ذو العين الزرقاء الذي يعلق في المكان الذي يخشى حسده، وغير ذلك من التقليعات والعادات.

نعم العين حق ولا جدال فالحسد مذكور في كتاب الله سبحانه وتعالى ولكن دواءه وعلاجه الناجع موجود أيضًا بين صفحاته، ففي الأثر المقدس ورد قراءة المعوذات وآية الكرسي والصلاة على النبي الكريم وآله والصدقة. ولا يمكن إن شاء الله تعالى إذا واضب الإنسان على هذه الأذكار أن تصيبه عين حاسد.

ولي هنا مثال والأمثال تضرب ولا تقاس لنفترض أن برنامجًا معدًا لحماية أجهزة الجوال والحيلولة من ولوج الفيروسات إليها، ولكن استطاعت الفيروسات ضرب هذا البرنامج واختراقه وبالتالي الإضرار بالجهاز المراد حمايته، فعندها سيعاب ذلك البرنامج وصانعه ويوصف بأنه غير صالح وبلا فائدة ترجى.

فما بالكم إذا كان الله سبحانه وتعالى قد ذكر المشكلة ألا وهي الحسد ووصف العلاج ألا وهي الأذكار، فهل يمكن بعد ذلك نفاذ العين والضرر بالبشر؟.

قال تعالى ”واذكر ربك في نفسك تضرعًا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين“ سورة الأعراف - آية 205. وقال تعالى ﴿فالله خير حافظًا وهو أرحم الراحمين سورة يوسف / آية 64.