آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

نداء

سوزان آل حمود *

«من لنا بعد الله غير ولاة أمرنا»

استوقفني حديث دار بيني وبين احد خريجي الثانوية العامة للعام المنصرم حيث ذهلني قوله عندما سألته أي تخصص تدرسه حالياً؟ تساقطت دموعه وقال: سهر الليالي وجدي واجتهادي والنمو الذاتي الذي اشتغلته على نفسي لأجلاختبار القدرات والتحصيلي ذهب مع الريح، ولله الحمد درجاتي عالية غير إني لم أقبل في الجامعات ولا الكليات التي بها التخصص الذي ارغب وانما الكلية الوحيدة التي قبلت ْبطالب مجتهد متفوق هي كلية خدمة المجتمع! يقولهابصوت محشرج ببحة حزن وطأطأ راسه عندما قال: بينما من هم أقل مني في التحصيلي والقدرات والدرجات الاكاديمية قبلوا في الكليات والجامعات اللاتي رفضوني فلماذا نجتهد ونتعب ونأمل ويكون لدينا طموح في حين الواقعمشقلب!!!؟ من ليس لديه وساطة لا حياة له!

نعم مايقوله صحيح، لان الواقع يقتل الطموح ويولد امراض نفسية والفساد في كل مكان وإن كان ولاة أمرنا حفظهم الله لم يقصروا في دحر الفساد والمفسدين لكن لازال هناك من هم على كراسي المناصب جعلوا للمعارف والوساطات آفاق ومكانة. وها نحن نعاني ويلات وخيبات زمن المفسدين؛ زمن مشقلب بكل المعايير اذا صح التعبير اي زمن الفساد نجانا الله واياكم منه..

انتشرت الوساطة كالسرطان في المجتمع، وباتت تهدد بانقراض المواهب والكفاءات، فندر ظهور الموهوبين وقفز على السطح أنصاف الأكفاء والموهوبين، وبات هناك شبكة من العلاقات المتشعبة تقوم بدفع من لا يستحق علىحساب الآخرين، وصارت الكفاءة والعدالة الاجتماعية مفاهيم بالية لا تتناسب مع قانون ”الوساطة والمحسوبية“، مما دعا مختصين للتحذير من مخاطرها وتعطيلها لتكافؤ الفرص وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ويبقى السؤال: كيف يمكن الحد من الوساطة؟ وتخفيف آثارها المدمرة على المجتمع؟ لا شك أن تأصلها في ثقافة المجتمع يتطلب جهوداً حثيثة على مختلف المستويات، بدءاً بالأسرة والمؤسسات التربوية والتعليمية، وانتهاء بالجهاتالمسؤولة. ونجد أنه بتطبيق العمل المؤسسي في مؤسساتنا العامة والخاصة هو خطوة راسخة تختصر الطريق الطويل! ولا يقل عن ذلك أهمية الدفع بتطبيق''الحكومة الإلكترونية''، فإدخال التعاملات الإلكترونية يقلص الميولالإنسانية ويحد من ''الهوى'' لدى كثير من الناس، وقد حققت بعض الأجهزة الحكومية نجاحاً ملموساً في هذا السبيل، كالأحوال المدنية وصندوق التنمية العقاري وغيرهما.

ونوجه صوتنا الى ولاة أمرنا ادامهم الله لنا عزاً وفخراً باحتواء الخريجين والخريجات والنظر في امرهم فباتت شهادتهم للثانوية العامة عبء عليهم يريدون الالتحاق بالجامعات السعودية التي يرغبون بحسب درجاتهم وكفاءتهمليعملوا جميعا في خدمة هذا الوطن المعطاء.