دع الحقد وابدأ السعادة
ورد عن الإمام الحسن العسكريّ أنه قال: ”أقلُّ الناس راحةً الحقود“ [1]
كما أن أمراض الجسد تسلبك الراحة والعيش بهناء وسعادة، كذلك الأمراض الاخلاقية تؤثر في نفسك وتجعلك تعيش في بؤس وشقاء ورب صفة أخلاقية تسلبك الراحة والسعادة.
وتأتي صفة الحقد كأحد الأمراض النفسية السالبة للراحة والسعادة. فالحقد هو أن يجمع الإنسان في قلبه كماً هائلاً من البغض والكراهية لشخص ما أو لمجتمع ما والحقد هو شحن الذات بالطاقة السلبية مما يحول الإنسان لكائن يكره كل من حوله ولا يمكنه التعايش معه.
الحقد هدر للطاقة الإيجابية
إن كل من يُبتلى بهذا المرض فإنه يخسر طاقته الإيجابية وتتعطل لديه كل عوامل التقدم، فهو إنسان فاقدٌ للقدرة على الإنتاجية وهو إنسان ليس لديه أي همة أو طموح وهو إنسان يكره التعامل مع الأخرين لأن الحقد قد سلبه القدرة على التفكير والمحبة للآخرين وسبب له الشلل في حياته الاجتماعية والعملية.
المؤمن لا يحقد
عند التأمل في جذور الحقد نجد أنه نابع من ضعف الإيمان فقد ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله في صفة المؤمن: «قليلاً حقدُه» [2]
بل إن المؤمن يدعو ربه بأن يطهر قلبه من الحقد وكل ضغينة يقول تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾. الحشر آية 11
فالإيمان والحقد لا يجتمعان وإن تسلل الحقد إلى قلب مؤمن فإنه يبادر بعلاجه منذ أول بذرة، روي عن الإمام الصادق : ”حقد المؤمن مقامه ثم يفارق أخاه فلا يجد عليه شيئا وحقد الكافر دهره“. وعنه : ”المؤمن يحقد ما دام في مجلسه فإذا قام ذهب عنه الحقد“ [3] .
التخلص من الحقد
روي عن الإمام علي : ”طهروا قلوبكم من الحقد، فإنه داء موبئ“ [4] .
1» التفكر في سبب الحقد فهل هذا العمل يستحق الحقد ومقاطعة الآخرين إن الاستسلام لنداء النفس والهوى واغضب يسبب ملأ القلب بالحقد، بينما التعقل والصفح عن الآخرين يقهر الحقد وتبقى النفس في حالة من السمو والرفعة والسعادة. وتذكر كلمة الإمام علي «إحتَمِلْ أخاك على ما فيه ولا تُكثرِ العتاب، فإنّه يُورِث الضغينة» [5] لذا لابد من التعامل مع أخطاء الآخرين معاملة العفو والتسامح.
2» إفشاء السلام والمصافحة فإن للمصافحة آثارًا إيجابيّة، منها إزالة العلائق القلبيّة السلبيّة تجاه المؤمنين، ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: تصافحوا، فإن التصافح يذهب السخيمة [6] .
3» المقابلة بوجه حسن، ملؤه البشر، قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: «حُسْنُ البِشْر يَذهب بالسَّخيمة» [7] .
4» الهدية تذيب جليد الحقد فهي دليل على المحبة بين الطرفين وهي إعلان بدء صفحة جديدة ورد عن رسول الله ﷺ: تهادوا فإن الهدية تسل السخائم، وتجلي ضغائن العداوة والأحقاد. [8]
أخيراً إذا أردنا السعادة والراحة النفسية فما علينا إلا أن نملأ قلوبنا بالإيمان والمحبة والتسامح والعفو والأخلاق الكريمة.