النسائي الثقافي الثالث بالقطيف يشدد على الاهتمام بالمرأة وشؤونها
شهد ملتقى القطيف النسائي الثقافي الثالث الذي استضافته صالة الملك عبدالله بالقطيف مناقشات وحوارات عديدة تهم شئون المرأة حيث بدأت فعاليات اليوم الثاني بنقاشات مطولة مع الاستاذه حنان فضل عقيل من قبل المشاركات تطالب برفع وصاية الرجل عن المرأه مما اثار تساؤلات عدة طرحت للنقاشفقد أوصت حنان فضل عقيل مديرة القسم النسائي بالنيابة في وزارة الاقتصاد في ورقتها بعنوان "ضرورة التخطيط الإستراتيجي للمرأة" الجهات والأجهزة الحكومية بتنظيم شؤونها وبرامجها المتعلقة بالأسرة لتواكب التغيرات على الصعيدين المحلي والعالمي.
ودعت إلى ضرورة توفير التدريب بمختلف أنواعه لتمكين المرأة من تطوير الأداء المهني للتعويض عن محدودية الخبرة الوظيفية أو المهنية المتأتية من حداثة المشاركة، وضرورة إيجاد مجالات جديدة لعمل المرأة وأنماط حديثة.
ورأت في توصيتها منح ساعة رضاعة لمن لديها طفل رضيع، وإلغاء موافقة ولي الأمر فيما يخص طلب التوظيف، وإمكانية إتاحة نظام الدوام الجزئي للمرأة، وتوفير وسائل نقل مأمونة للعاملات السعوديات في القطاعات الحكومية والخاصة.
وأشارت إلى أهمية توعية المرأة بحقوقها ونشر الوعي القانوني بين النساء، وذلك باعتماد القوانين التي تحمي المرأة في مكان العمل، داعيةً إلى الإسراع في منح المرأة حق قيادة السيارة.
وطالبت بتحديد المقصود بعبارة "حسب تعاليم الشريعة الإسلامية" أو "بما لايتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية" لافتةَ إلى أنها" كلمة فضفاضة حمّالة أوجه، أغلقت كثيرا من فرص العمل أمام المرأة".
وتابعت " ورد ضمن أهداف إحدى خطط التنمية عبارة "العادات والتقاليد"، مشيرةً إلى أن العادات والتقاليد مختلفة من منطقة إلى أخرى".
وأملت بإنشاء مجلس أعلى للمرأة مرتبط بالمقام السامي يكون حلقة الوصل بين المجتمع النسائي وإدارات الدولة، يشرف على تطبيق قرارات الدولة الخاصة بالمرأة في ضوء التطورات الحديثة بما ينمي مساهمتها الاقتصادية في المجتمع.
وأوصت بتفعيل مشاركة المرأة وتمكينها اقتصاديا وسياسيا وتربويا واجتماعيا من خلال إشراكها في مواقع اتخاذ القرار في جميع الجهات الخاصة بالمرأة بما يتناسب مع المتغيرات المعاصرة في المجتمع.
ونوهت إلى أن مهام وزارة الاقتصاد والتخطيط تنحصر بوضع الخطط بالتعاون مع الجهات المعنية ومتابعتها سنويا للتأكد من أن عملية التنفيذ تسير وفق الأهداف الواردة في الخطة دون أن يكون لديها الآلية التي تستطيع أن تجبر من خلالها الأجهزة الحكومية الأخرى على التنفيذ ومحاسبة المتسبب.
لذا وجب تصحيح هذا المفهوم الخاطئ عن وزارة الاقتصاد والتخطيط في هذه القضية.
المداخلات: وأثارت الحاضرات معوقات عملهنّ التجاري في المجتمع، داعيات إلى الاستقلال من وصايا المحرم وولي الأمر والإسراع في منح المرأة حقها وتضمينها ضمن التوصيات.
وقالت إحدى الحاضرات إن " حان الوقت لمنح المرأة السعودية كل حقوقها في العمل التجاري وممارسته بعيداً عن وصايا الزوج وموافقته، مطالبة بتخصيص مكاتب نسائية بلدية في المحافظات لتسهيل عملية الإجراءات ورداً على إقصاء ذوات الاحتياجات الخاصة من التوصيات، قالت عقيل " منذ الخطة السابعة اهتمت التوصيات بالمرأة عموماً دون تفريق بينهنّ في التنمية ومخرجات التعليم "، مشيرةً إلى أن وزراه التجارة والتخطيط متعاونة مع جميع الوزارات بلا استثناء.
وأكدت عقيل أنهنّ سوف يطرحن ما أشارت إليه بعض الحاضرات على الوزارة بخصوص عدم تحديد سن طالبات التعليم العالي الذي حددته الوزارة بأقل من 40 عاماً.
في حين ناقشت استاذة علم النفس باسمة الجنبي موضوع المرأه ومستقبلها التعليمي والوظيفي في ورقة عملها التي طرحتها على المشاركات في الملتقى وعرضت العديد من المعوقات التي تواجه المرأه في بيئة العمل وقد أوصت مستشارة تربوية تعليمية بتكثيف النشاط البحثي وتعويد طالبات التعليم العام على مهارات البحث العلمي وذلك في ورقة عمل قدمتها مساء اليوم ضمن فعاليات اليوم الثاني للملتقى النسائي الذي تنظمه لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بسنابس.
و استعرضت مريم أبو بشيت المستوى التعليمي والوظيفي للمرأة السعودية ما بين الأمس واليوم، ابتداء بالمرحلة التي سبقت تأسيس المملكة العربية السعودية والتي تميزت بالدور البارز لـ "الكتاب" في تعليم السيدات علوم الدين، واللغة العربية، وبعض مبادئ الحساب، في إشارة واضحة إلى أن المرأة السعودية لم تعدم التعليم حتى قبل قيام الدولة السعودية المعاصرة.
كما أشارت إلى مراحل تطور النظام التربوي التعليمي منذ تأسيس المملكة على يد الملك عبد العزيز آل سعود في خمسينيات هذا القرن، مرورا بتأسيس الرئاسة العامة لتعليم البنات عام 1380هـ وحتى يومنا الحاضر، موضحة أن المنهج الذي اتبعه النــظام التعليمي السعودي كان له الدور البارز في النهضة الشاملة التي أظلت المرأة وجعلتــها تــعيشُ مرحلة متـقدمة من العطاء، وتشارك في شتى المجالات العلمية والاجتماعية والاقتصادية وحتى السياسية برغم الحصار والعوائق والصعوبات، فلم يعدْ دورها مقتصراً على مسؤوليات البيت ورعاية الأبناء، بل شاركت بشكل فاعل في الحياة العملية بتنوع مجالاتها وتخصصاتها، وشاركت في المسيرة الثقافية والحركة الفكرية كون التعليم أحد العوامل الأساسية للتـغيير والتـطور الاجتـماعي.
و أشادت أبو بشيت بالدور القيادي التربوي والتعليمي البارز للمرأة السعودية المعاصرة التي أصبح اسمها اليوم يتردد في أنحـاء العالم باحثة وعالمة وقيادية ومخترعة وطبيبة وأديبة وأم، في إشارة واضحة إلى أنّ الانطلاقـة الحقيقيـة للمرأة السعوديـة مرتبطة ارتباطا وثيـقا بحركـة التطوير التعليمية، والسياسات والخطط التنموية التي تعمل عليها القيادة السعودية لرفع مستوى التعليم والثقافة بين أبناء وبنات الوطن.
و تفاءلت بمستقبل تعليمي وثقافي مشرق للمرأة السعودية في ظل القيادة الحكيمة برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
و أشادت بالسياسات الجديدة للدولة التي تحرص على إصدار الأوامر والقرارات التي تدعم المرأة وتعدّها شريكا رئيسيا للرجل في البناء والعمل.
كما أشارت إلى الأثر الايجابي لكلمة الملك عبد الله في الخطاب السنوي بمجلس الشورى، والتي كان لها الدور البارز في تعزيز دور المرأة ومكانتها في خدمة المجتمع والمشاركة في الرأي والمشورة، من خلال إعلانه السماح بمشاركة المرأة في مجلس الشورى بدءاً من الدورة المقبلة، وفق الضوابط الشرعية، وكذلك أحقيتها لترشيح نفسها لعضوية المجالس البلدية بدءاً من الدورة المقبلة، ورفضه الصريح في خطابه التاريخي أمام مجلس الشورى السعودي تهميش دور المرأة في المجتمع السعودي في عصر أكد أنه لا مكان فيه للمتخاذلين والمترددين.
واختمت أبو بشيت ورقتها بعرض مجموعة من المفاتيح والتوصيات للرقي بالواقع العلمي والثقافي للمرأة السعودية، وأهمها البحث عن آفاق جديدة للتعلم والعمل خاصة في مجالات التعليم الفني والتقني، توجيه الطالبات وإرشادهن بالوسائل التربوية والتعليمية الممكنة إلى التخصصات الدراسية والمهنية التي تناسب طبيعتهن وقدراتهن وميولهن، وزيادة التوعية بأهمية دورها باعتبارها منتجا مشاركا في حركة التنمية والتطوير، بالإضافة إلى العمل على دراسة وتقصي مشكلات البطالة ومشكلات سوق العمل فيما يخص المرأة السعودية.
و قد لقيت أطروحات أبوبشيت تجاوبا مميزا من الحضور أثرى النقاش وعزز حرص المرأة السعودية على تخطي الصعوبات والعقبات لرفع مستوى الحركة التعليمية في المملكة وتأكيد الدور الايجابي للمرأة في بناء الأجيال.