آخر تحديث: 26 / 12 / 2024م - 4:16 م

الأمانة علامة الإيمان

سلمان العنكي

سمعت محاضرةً للمرجع آية الله ألسيد صادق ألشيرازي حفظه الله وجميع مراجعنا... من ضمنها أورد قصةً هو يعرف أطرافها كما قال. جاء فيها «أنقلها بتصرف دون ألمساس بالاصل وبعد أخذ ألموافقة من سماحة ألسيد ألشيرازي» قال حفظه الله أن رجلاً من ألكويت توفي وخلّف ولدين أحدهما كبير، أعماله ألتجارة وألآخر صغير يحتاج إلى رعاية. فتولى ألتاجر أمر أخيه ورباه إلى أن كبر، زوجه وبنى له بيتاً. وكان يعمل إلى جنبه في تجارته. حتى اعتمد عليه بالكامل في إدارة جميع أعماله. وأصبح مسؤولاً مأذوناً له بالتصرف. يشتري ويبيع ويصرف مايحتاجه، ويسافر دون حاجة الرجوع لاخيه، وعلى مرور ألايام، ظن الاخرون وبدون شك ان الاصغر شريك مع أخيه ألاكبر لما رأوا من تصرف ألاخير في التعامل وغياب ألاول عنها... مضت ألايام توفي من أسس التجارة الاخ الاكبر. وكالعادة الورثة يفتشوا عن إثبات الشراكة بين مورثهم وأخيه القائم على ممتلكاته في الاصل، فلم يجدوا مايثبت، «لان جميع الاثباتات كانت عرفية وتحت يدالاصغر ومزاولة التجارة وقتها لاتحتاج الى رسميات» وكانت الثروة عظيمة كما نقل المرجع يشار إليها بالبنان، فأخذتهم الحسرة بالالم ولاشك أن تركة مورثهم ذهبت هباءً، وعليهم أن يتأقلموا من العيش برغد الى البساطة. ويتمنوا من عمهم لويقر بشراكته مع أبيهم. ليحظوا بنصف الثروة أوبعضها،، ولكن لن يكون ذلك كما يظنون.. وفي آخريوم من العزاء التفت العم إلى الكبير من أولاد أخيه المتوفي وقال قل لوالدتك اني أزوركم هذه الليلة... فأخبرها مع أخوته وتنفسوا الصعداء لعل العم يحمل الجديد المفرح. ولكن الجانب الاكبرهو اليأس، وان الزيارة لاخير يرجى منها.. حضر العم وأثنى على أخيه بالجميل من القول، وانفاس من حوله محبوسة، وماالفائدة مما يقول هذا الرجل؟ انتقل العم الى المرحلة الحاسمة. قائلاً الناس تظن أني وأخي ألمرحوم شركاء. قالوا نعم ياعم، والحسرات تشتدعليهم لان هذا الكلام من العم يعني أن الظن في غير محله، «وهو كذلك ولكن غير مايقصدون». ثم قال الكلمة القاضي على آمالهم كما ظنوا حين قال ليس الناس فقط حتى أنتم تظنون باني وأخي شركاء قالوا نعم كماقلت، وادمعهم تسيل على خدودهم من ضياع ثروة بكاملها... ثم أعقب بكلمة سدت الطريق واسودت الدنيا في وجوههم من شرقها لغربها وبددت كل الآمال وبنظرهم أنهت كل شيء ولابد من الاستسلام للواقع... حين قال ألعم ولكن الله يعلم اني وأخي لسنا شركاء.... بعدهذه الكلمة أي أمل بقى ورجاء يرتجى... غير أن العم ماأسرع ان أعقب بتفسير معنى كلامه حين قال الله يعلم ان هذه الثروة جميعها لاخي دون أن يشاركه فيها أحد. وانا مجردموظف عنده ومن طيبه وثقته بي جعلني المتصرف دون رقابة واذن لي في كل شيء ولم يبخل علي فيما أحتاجه وإن كثر. له الشكرالجزيل لما قدم لي ومن الله الاجروالثواب... فأنظروا مَن ترونه يمثلكم واستلموا سجلاتكم ومفاتيح خزائنكم، ووثائق عقاراتكم وجميع اموالكم وحساباتكم... إن أردتم أن أبق كما كنت مع أبيكم لامانع من ذلك. والاأنتم أولى بها.... هذا الايمان وهذه الامانةوادائها... أين نحن من هذه المواقف؟.. هذا أختبار هل فينا من يجتازه؟.... الامن سكن الايمان قلبه واستقر،،، ومعني بقوله تعالى،،، «والذين هم لأماناتهم حافظون»