آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 8:43 ص

التشكيلية المشهدي: المشهد الفني بحاجة لنقد شفاف بعيدا عن المحسوبيات

جهات الإخبارية حسين السنونة - الدمام

الفن يأخدنا إلى فضاء واسع جميع نحلق بعيدا عما يكدر صفو نفوسنا ويرتقي بضمائرنا وأحاسيسنا.

قالت التشكيلية أحلام المشهدي ان المشهد التشكيلي في المملكة بحاجة الى وجود معاهد وجامعات متخصصة في الفن التشكيلي ذات مستوى في مختلف مناطق المملكة.. ووجود نقاد حقيقيين وغياب النقد البناء الشفاف البعيد عن المجاملات والمحسوبيات..

أيضا غياب إعلام قوي يشد انتباه أفراد مجتمعنا إلى جمال وروعة الفنون. مجموعة من الأسئلة تجيب عليها التشكيلية المشهدي لـ ”اليوم“ حول المشهد وما يحتاج من عوامل ليتطور ويكون حاضر بقوة في الوطن العربي والعالم.

كم معرضا تشكيليا في مسيرتك التشكيلية والفرق بينهما؟

ثلاثة معارض شخصية وأكثر من 30 معرضا جماعيا داخل وخارج المملكة.. هناك فرق شاسع بين بدايات الفنان وبعد سنوات تجربته.. فبطبيعة الحال الخبرة والممارسة تصقل الفنان وتصبح تجربته أكثر عمقا وحرفية.. أما بالنسبة لكم الاحساس في العمل فيعتمد حسب ظروف الفنان المختلفة لا فرق بين البدايات والنهايات.

كيف كانت بدايتك مع الفنون التشكيلية؟

الفن هو ملاذ الروح من ضغوط الحياة ومايجري من حولنا.. هو هروب من عالم الواقع إلى عالم اللاواقع الجميل.. كلما اتسعت دائرة الخيال زادت المتعة وزاد الإبداع والعطاء..

الفن هو متعة بصرية وحسية ووجدانية.. كما أنه يرتقي بالفكر ويجعلنا في حالة من التأمل والسكون، وبما أن تخصصي الأساسي هو علمي «طبي» فقد وجدت فرقا شاسعا بين الدراسة العلمية «الجافة» وبين الفن الذي يقدم الجمال والسعادة الوجدانية والحسية، فادركت قيمة الفن بالنسبة للفرد والمجتمع.. وكما يرى ”بينيدتو كروتشه“ أن الفن يحكمه الخيال، وبما أن الخيال يسبق الفكر كانت فاعلية العقل الفنية أسبق من فاعليته المنطقية، فلا يكاد الإنسان يقوى على التخيل حتى يصبح فنانا قبل أن يبلغ المقدرة المنطقية بفترة.. لذا وجدت أن الفن والخيال ساعدني كثيرا في حياتي.. في دراستي.. وكذلك في مجال عملي.. وبالمقابل فإن ضغوط العمل وغيره من الالتزامات حدت من تفريغ التام للفن.. وبرايي أن أول خطوة لنجاح الفنان هو التفرغ والتركيز.. لذا احاول دائما الموازنة بين العمل والالتزامات الأسرية والاجتماعية وبين الفن.. رحلة الفن بالطبع ليست بالأمر اليسير.. فهي رحلة مليئة بالعثرات والعراقيل بمختلف أنواعها لكن من يعشق الفن سيسهل مراده ولا يابه بالصعاب.


 

كيف ترين تجربة المرأة التشكيلية في المملكة.. وما أبرز احتياجاتها؟

هناك دعم كبيروقفزة هائلة لكل مايتعلق بالمرأة من تعليم وعمل وحقوق.. فظهرت طاقات وإبداعات وتميز في مجالات متعددة منها الفن.. بالرغم من كل هذا إلا أنه مازالت أمام المرأة العديد من العوائق والتحديات سواء على الصعيد الشخصي أم الاجتماعي أم العادات والتقاليد..

فنرى على سبيل المثال.. الفنانات اللاتي تميزن وانطلقن في الداخل والخارج قد أعطين مساحة من الحرية والثقة والتشجيع من قبل أهاليهن ومحيطهن.. بينما نرى مبدعا قد انثر إبداعهن نتيجة الكبت الزائد الموجود لدى شريحة من الذكور.. لكن هؤلاء الذكور في طريقهم إلى الانقراض.

وفيما يخص ابرز احتياجتها. نحتاج للكثير والكثير ومازال أمامنا طريق طويل لنصل بفننا إلى مستوى عال ننافس به الدول الأخرى.. علينا جميعا التعاون والعمل بجد.. وإيجاد حلول للعوائق التي تواجه الفنانين وتحد من تطور الفن لدينا..

على سبيل المثال.. ندرة وجود معاهد وجامعات متخصصة في الفن التشكيلي ذات مستوى في مختلف مناطق المملكة.. قلة بل ندرة وجود نقاد حقيقيين وغياب النقد البناء الشفاف البعيد عن المجاملات والمحسوبيات..

أيضا غياب إعلام قوي يشد انتباه أفراد مجتمعنا إلى جمال وروعة الفنون وأهميتها في ظل التسليط الإعلامي المهول على كل ماهو تافه وهابط..

بالإضافة إلى غياب التربية والاهتمام بميول الناشئة وغياب دور المدارس والمناهج الدراسية والبرامج اللامنهجية في تحفيز الإبداع وتوجيه الاهتمام للفنون الجميلة، على سبيل المثال.. عدم إدراج الفن التشكيلي ومايوازيه ضمن برنامج موهبة الخاص بطلاب المدارس..

هل المشاركات الخارجية أثرت على مسيرتك الفنية؟

نعم بالتأكيد.. من المهم جدا للفنان السفر والاطلاع وتبادل الخبرات والحوارات مع الفنانين والنقاد من مختلف دول العالم والاستفادة من التجارب المتعددة والطرح الجديد وأيضا إضفاء الحماس والطاقة المتجددة للفنان من خلال اكتشاف معلومات جديدة واناس مختلفون وأماكن متعددة.. ولكن من الهام جدا اختيار معارض ومناسبات ذات مستوى وليست تجارية بحتة خاصة بعد اكتساب الفنان للخبرة والاطلاع.

هل للدورات والورش التشكيلية اكتشافات لوجوه جديدة في الفن التشكيلي؟

نعم في كل مرة تعقد دورة أو ورشة نحقق في الغالب فوائد عدة من خلال التعرف على الفنانين بالذات من لهم بصمة مميزة على الساحة التشكيلية أو من خلال طرح حوار ونقاش ثري يفتح الآفاق للفنان فيصقل إبداعاته ومهاراته.. وأيضاً نستمتع بأعمال الفنانين الآخرين ونستلهم من تجاربهم وأعمالهم مايحفزنا على الاستمرار والعطاء.

أي المدارس الفنية تتبعين؟ ولماذا؟

لا أتبع أي مدرسة إنما برأيي أن أسلوبي الخاص هو مدرسة بحد ذاتها.. فاعمالي تعرف مباشرة أنها لي.. إضافة إلى ذلك فقد تأثرت خاصة في بداياتي بالفنون الشرقية ذات الطابع الزخرفي والسبب هو عشقي للتراث الشرقي وسحر الشرق ونفوري من العولمة وتشابه الأماكن والطبائع وغيرها.. أيضا تأثرت بالفن السريالي والذي يسلط الضوء على عالم اللاواقع والأحلام والخيال.. فرأيت من خلال هذا العالم منفى وملاذا مما يحدث من حولنا من مآسي وحشية وحروب وضغوط متعددة.. بالإضافة إلى اهتمامي السابق بالفلسفة الجمالية ومفهومها.. فالجمال برأيي عامل مهم في العمل التشكيلي يضفي عليه الجاذبية والرقي وتتحقق المتعة البصرية والروحية.. الفن يأخدنا إلى فضاء واسع جميع نحلق بعيدا عن ما يكدر صفو نفوسنا ويرتقي بضمائرنا وأحاسيسنا.