أميرة المضحي: كثيرا ما تتمرد الشخصيات في الروايات التي أكتبها
أكدت الكاتبة أميرة المضحي أن الروائي لا يعتبر مصلحا اجتماعيا رغم ما يقدمه من إضاءة أدبية للمجتمع، تساعد في التحريض على التفكير والتساؤل خارج نطاق الأفكار المعلبة والمجترة، مشيرة في حوارها مع إلى أن الكاتب الروائي يستطيع إيجاد شخصياته بنفس الطريقة التي يجد بها موضوعاته التي قد تكون في الشوارع أو المقاهي، أو في أروقة المستشفيات أو حتى بين ذكرياته وأوراقه القديمة.
أصدرت أربع روايات ولكل عمل أثر ما في نفسي، «غابت شمس الحب» هي الرواية الأولى بكل ما تعنيه هذه الكلمة، «الملعونة» الرواية صاحبة الطبعات الأكثر، «أنثى مفخخة» روايتي البيروتية الأثيرة، أما «يأتي في الربيع» فهي الأحدث وأعتبرها الأكثر نضجا وعمقا أيضا.
أحب خلق الشخصيات رغم أنها تضع الروائي أمام معضلة صعبة عندما يعجز عن السيطرة عليها، فعندما أخلق شخصية روائية لأداء دور معين أظنه مرسوما بدقة، لكني أكتشف خيباتي تاليا عندما تتمرد شخصياتي عليّ وتأخذ زمام المبادرة في مواجهة الحياة، وهنا أريد الاعتراف بأنني منحازة للشخصيات الرئيسة في رواياتي أحبهم وأتتبع آثارهم، ففي زيارتي الأخيرة إلى باريس عبرت جسر ألكسندر الثالث الذي طالما عبرته «كاميليا» في رواية «الملعونة» على سبيل المثال.
أنا مؤمنة بأن الرواية، كأي عمل فني آخر، تكمن أهميتها في قدرتها على التحريض، وأقصد هنا التحريض على التفكير والتساؤل خارج نطاق الأفكار المعلبة والمجترة، فالتفكير هو بداية التغيير.
لا أعرف إذا ما كانت الرواية قادرة على إحداث تغييرات مجتمعية، لا أظن ذلك، لكن الرواية قادرة بكل تأكيد على إحداث تغيير في طريقة تفكير الأفراد، عندما تبعث بين شخوصها بتساؤلات هامة قد تحرك المياه الراكدة، وتبعث التساؤلات حول أفكار بالية أو معشعشة في الأذهان، وهنا يأتي سؤال آخر إذا ما كان للأفراد قدرة على تغيير المجتمع، خصوصا في المجتمعات المقاومة للتغيير.