آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 12:36 ص

معاجز كربلاء

حسين نوح المشامع

قال الله تعالى في كتابه الكريم: ﴿الَّذِينَ أُخْرِ‌جُوا مِن دِيَارِ‌هِم بِغَيْرِ‌ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَ‌بُّنَا اللَّهُ ۗ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ‌ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرً‌ا ۗ وَلَيَنصُرَ‌نَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُ‌هُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴿40سورة الحج

وسمعت الجن تنعي الحسين قائلة:

ألا يا عَيْنُ فاحْتَفِلِي بِجُهْد

ومن يَبْكي على الشّهَدَاءِ بَعْدِي

على رَهْطٍ تَقُودُهُمُ المنَايا

إلى مُتَجَبّرٍ في مُلْكِ عَبْد «*»

دشنا هذه الحلقة في أحد ليالي عاشوراء من السنة الهجرية 1440 بعد حضور أحد المجالس الحسينية، وبعد تطرق الخطيب في حديثه إلى المعاجز الحسينية مستدلا بأحاديث نبوية شريفة ليدعم خطابه.

ومع رجوعنا إلى البيت اقترحت أم الأولاد الاطلاع على معاجز الإمام الحسين الثابتة عند جميع المسلمين والتي لم ترد فيها أحاديث نبوية شريفة!

وبعد الاطلاع على المراجع التي كانت بين أيدينا قالت أم الأولاد: ماذا وجدت في بحثك عن المعاجز الحسينية التي لم يرد فيها أحاديث نبوية شريفة؟!

لقد أحصى المحققون العديد من المعاجز الحسينية التي لم يرد فيها أحاديث نبوية شريفة تحت أبواب متفرقة.

ولماذا وضعت هذه المعاجز تحت أبواب متفرقة، وهل هي كثيرة؟!

نعم، ولكثرتها وضعت تحت عناوين وأبواب مختلفة ليتمكن المطلع من استيعابها وفهمها.

إذا هاتها واحدة بعد أخرى؟

نعم، فرغم كثرة ما أورده المحققون من معاجزه ، ولكني اعتقد أن هذا ما تمكنوا هم من الإحاطة به، لأن معاجزه لا يمكن أن تنقضي عجائبها ولا غرائبها، لأنه ظل الله في الأرض ووجهه الذي منه يؤتى.

هات ما عندك ولا تتأخر فقد أثرت جوعي المعرفي؟!

أول ما أورده المحققون هو سرعة إجابة دعوته .

وماذا جاء في هذا الباب؟!

جاء تحت هذا الباب أن رجلا من عسكر يزيد قال للإمام الحسين : أبشر بالنار. فقال له الحسين: بل رب غفور رحيم مطاع، فسأله الحسين: من أنت؟ فقال: أنا ابن حويزة، فقال الحسين: اللهم حزه إلى النار. فنفر به فرسه على ساقيه، فتقطع فما بقي منه غير رجله في الركاب «*».

وما هي المعجزة الثانية وتحت أي باب أدرجت؟!

المعجزة الثانية أدرجت تحت باب استحالة اللحم إلى نار ودم وعلقم.

وما هو الموقف الذي يصف هذه المعجزة؟!

لماّ قتل الحسين أنتهبت جزور من عسكره فلمّا طبخت إذا هي دم «*».

وهل هناك معجزة ثالثة؟!

نعم، المعجزة الثالثة: طمس البصر.

وماذا روي فيها؟!

هذه المعجزة حدثت لأحد عسكر عمر بن سعد، حين جن عليه الليل فرأى رسول الله ﷺ في المنام، بين يديه طست فيها دم وريشة، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد، فيأخذ الريشة فيخط بها بين أعينهم. فأتي بهذا الرجل فقال: يا رسول الله، والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، قال: أفلم تكثر عدونا؟ فأدخل رسول الله ﷺ إصبعه في الدم؛ السبابة والوسطى، وأهوى بهما إلى عينيه، فأصبح وقد ذهب بصره «*».

وما هي المعجزة الرابعة؟!

نعم، المعجزة الرابعة: الدم تحت أحجار بيت المقدس.

وماذا قيل عن هذه المعجزة؟!

قيل ما رفع بالشام حجرٌ يوم قتل الحسين بن علي إلاّ عن دم «*».

والآن المعجزة الخامسة؟!

نعم، المعجزة الخامسة: نار في وجه ابن زياد.

وماذا أورد الرواة في هذه المعجزة؟!

جاء عن حاجب عبيد الله بن زياد قال: دخلت القصر خلف عبيد الله بن زياد حين قتل الحسين فاضطرم في وجهه ناراً.

وماذا عن المعجزة السادسة؟!

كانت المعجزة السادسة كون السماء مثل العلقة.

وماذا وجدت في هذه المعجزة؟!

أورد المحققون في هذه المعجزة انه عندما قتل الحسين مكثت السماءُ أياماً مثل العلقة «*».

والمعجزة السابعة عن ماذا تتحدث؟!

المعجزة السابعة تتحدث عن انكساف الشمس.

وماذا أورد المحققون في هذه المعجزة؟!

لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتّى بدت الكواكب نصف النهار حتى ظنوا أنّها هي. *

وماذا جاء في المعجزة الثامنة؟!

المعجزة الثامنة: أمطرت السماء دماً، فبعد أن قتل الإمام الحسين أصبحوا وكل شيء كان ملآن دماً «*».

وماذا جاء في المعجزة التاسعة؟!

هذه المعجزة جاء فيها أن رجلا «أخزاه الله في الدارين قد احدث» على قبر الحسين ، فأصاب أهل بيته خبلٌ وجنونٌ وجذامٌ وبرصٌ وفقرٌ.

وماذا عن المعجزة العاشرة؟!

جاء في هذه المعجزة أن الجن سمعت تنوح على الإمام الحسين يوم قتله، وهي تقول:

أيّها القاتلونَ ظلماً حسيناً

أبشروا بالعذابِ والتنكيلِ

كلُّ أهلِ السماءِ يدعو عليكم

مِنْ نبيّ ومرسلٍ وقتيلِ «*»

اعتقد أن في ما أوردته من أمثلة الكفاية والكثير من الفائدة، وإِنَّ فِيه لَذِكْرَ‌ىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ.

وماذا نعمل في بقية المعاجز، ألا نوردها لزيادة الفائدة، ونعتبر قد أحطنا بها جميعا؟!

أوردها ولكن بشكل مختصر ليسهل التعرف عليها، وعلى من يريد المزيد الرجوع إلى المصدر الموجود في أسفل الصفحة.

على بركة الله، وهذه بقية المعاجز التي أوردها المحققون في تحقيقهم.

المعجزة الحادية عشرة: تغيير الخلقة.

الثانية عشرة: رائحة القطران.

الثالثة عشرة: صار حممة.

الرابعة عشرة: العمى.

الخامسة عشرة: الديراني ورأس الحسين.

السادسة عشرة: ماء البئر.

السابعة عشرة: قلم من حديد.

الثامنة عشرة: دَيْمُومة تضاد كربلاء!!

ما كل هذه المعاجز فهل الحسين نبيّاً من الأنبياء أم ماذا؟

يقول المحققون ليس الحسين نبيّ، فالرسول محمّد ﷺ «آخر الأنبياء وخاتم المرسلين»، وما الحسين إلاّ تمثيل حيّ لدَيْمُومة يقين الرسول محمّد ﷺ، وكما روي عنه ﷺ: «حسين مني وأنا من حسين».

وفي نهاية مشوارنا، هل بالإمكان إيراد ما يثبت أن بعض علماء المسلمين قد اعترفوا بهذه المعاجز؟!

وهل هناك أكثر عنادا وتكذيبا في ما يخص أهل البيت من!

هل تلمح إلى شيخ الإسلام ابن تيمية؟!

ومن غيره!

وماذا جاء عنه؟!

أورد المحققون أن شيخ الإسلام ابن تيمية اعترف بنصف المعاجز الحسينية تقريباً، وأنكر النصف الآخر.

ولماذا هذا الإنكار؟!

عناداً لا غير.

* «ديموتاريخ الرسول المصطفى ﷺ والحسين »