إصرار على التصدي للبطالة
قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في لقائه مع ”بلومبيرج“: «أرى أن معدل البطالة سيبدأ في الانخفاض بدءا من عام 2019 حتى يصل إلى 7 في المائة في عام 2030 على النحو المستهدف في الرؤية، لكن لو نظرت إلى الأرقام، فهي أمر مثير للاهتمام. حيث لو نظرت إلى معدل البطالة بين الذكور، فإنك ستجده بين 5 و6 في المائة، وذلك رقم قريب جدا من المعدل الطبيعي. ولكن لو نظرت إلى معدل البطالة عند الإناث، فإنه يزيد على 20 في المائة. ولا نعلم كم عدد النساء، من تلك النسبة، اللاتي يعتبرن عاطلات ويبحثن عن وظائف، وعدد اللاتي لا يبحثن عن وظائف، والآن لدينا كثير من البرامج التي ستتعامل مع هذه المطالب، وهذا سيبين كثيرا من الأرقام، ونعتقد أن عملية إيجاد الوظائف ستبدأ من عام 2019، وربما في أواخر عام 2018». وهنا نذكر أن البنك الإسلامي للتنمية أعلن عبر موقعه الإلكتروني توافر وظائف نسائية إدارية شاغرة ”للسعوديات فقط“ من حملة درجة الماجستير في عدد من التخصصات، وذلك للعمل في مقر البنك في محافظة جدة.
عين صندوق النقد الدولي جيتا جوبيناث ككبير اقتصادياتها، ستكون جوبيناث أول امرأة تتولى إدارة قسم الأبحاث في صندوق النقد الدولي. إن كلا من صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والبنك الدولي لديها الآن نساء في مناصب اقتصادية عليا. في تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي ”النساء بشكل عام أفضل تعليما من الرجال في المتوسط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يتم تعليم 50 في المائة من النساء اللواتي تراوح أعمارهن بين 25 و34 سنة إلى مستوى التعليم العالي، مقارنة ب 38 في المائة من الرجال والنساء الأصغر سنا أكثر تعليما من أمهاتهن، على سبيل المثال، في كوريا، كان هناك ارتفاع كبير في عدد النساء المقيمات في التعليم لفترات أطول بين الأجيال حيث ارتفعت نسبة النساء المتعلمات في التعليم العالي من 14 في المائة بين 55 و64 عاما إلى 75 في المائة بين 25 و34 عاما. لكن ما يدفع لها أقل، وأن هناك فجوة الأجور بين الجنسين في جميع مستويات التحصيل العلمي وهو واضح بشكل خاص في الاختلاف في الأرباح بالنسبة إلى أولئك الذين حصلوا على التعليم العالي. لا تدفع للنساء المتعلمات من التعليم العالي في العمل بدوام كامل سوى 74 في المائة من أجر الرجال“.
وعودة إلى حديث ولي العهد، الذي لمسنا في قراراته السابقة إصرارا وعزيمة على تمكين المرأة، فالأمل أن يبادر صندوق الموارد البشرية ومرجعيته وزارة العمل التي أصدرت قرارات بهدف التمكين النسائي ”أن تتبنى التدريب على رأس العمل ويتحمل الصندوق تكلفته لمدة سنتين وتنخفض بعدها تدريجيا وصولا إلى السنة الخامسة، لأن مخرجات التعليم الداخلي أو الابتعاث لا تتناسب واحتياج السوق“ لكلا الجنسين"، ولن يمكن للتعليم أن يحقق ذلك، والتدريب على رأس العمل هو الحل الأمثل، ولا يعني ذلك التغاضي عن تسهيل افتتاح مراكز الضيافة لكي تتولى رعاية الأطفال لمدة ثلاث سنوات وتطبيق نظام العمل الذي يلزم الشركات التي توظف 50 عاملة وأكثر بضرورة فتحها. شكرا لولي العهد على وضعك إصبعك على السبب الرئيس لارتفاع البطالة، وبالإصرار الذي يلمسه الجميع في شخصيتك سيتحقق ما تصبو إليه، ونرى على أرض الواقع وزيرة، كما رأينا نائبات ووكيلات للوزارات، مع علمنا أن ذلك تحد عالمي، وليس محليا.