البحث عن المعنى
تطور العلم في العالم ساهم في توليد أسئلة جديدة ليس لها حد أو سقف، كل هذا جاء بسبب الثورة العلمية المتسارعة جدا، مما جعل بعض المجتمعات تعيش حالة من التناقض والشك خاصة فيما يتعلق بالمعتقدات التي يمارسونها في حياتهم التي طالتها الأسئلة ايضا، ولكنها أي هذه الأسئلة لم تلقى أجوبة تشفي غليلها وعطشها للمعرفة مما جعل بعض الأشخاص يشككون في تلك المعتقدات التي لم تحقق لهم المعنى الذي يبحثون عنه في الأديان.
تحدث سماحة الشيخ حسن الصفار حفظه الله في الليلة الرابعة من المحرم لعام 1440 هجرية في محاضرته التي بعنوان: ”الإيمان أقوى.. مواجهة التشكيك والإلحاد“ عن أن الإيمان حاجة فطرية للفرد، حيث الإيمان يجعل الفرد أكثر استقرارا من الناحية النفسية والمعنوية، وأشار ايضا إلى إشكالية متجددة كلما حصل تطور في البشرية وهي: هل العلم بديل عن الدين؟، وفي المحور الثالث تحدث عن الإيمان والمعنى في حياة الإنسان، حيث الإنسان بحاجة إلى المعنى حتى يتمكن من تفسير الحياة ووجوده وما يحصل له من أزمات أو مخاطر. «انتهى»
من طبيعة الإنسان أنه يسأل ويفكر، لذلك منذ طفولته وهو يبحث عن سر وجوده في هذه الحياة، وعن الطبيعة والكون، وكل ما تقدمت البشرية جاءت أسئلة جديدة أكثر تطورا من الأسئلة السابقة، لذلك هو بحاجة أي الفرد إلى أجوبة توفر له المعنى حتى تستقيم حياته ووجوه، وإلا أصبح في أزمة تأقلم مع كل ما يرتبط بالحياة، وفي ذات السياق يشير الدكتور عبدالجبار الرفاعي في كتابه الدين والظمأ الأنطولوجي: ”الإنسان يبحث عما يتجاوز الوقوف عند سطوح الأشياء، والاكتفاء بظواهرها، ومفهوم أعراضها الحسية، هو يفتش على الدوام عما هو أبعد مدى من المعنى البسيط. إنه في توق لاكتشاف“ معنى المعنى".
لذلك على المجتمع المتدين ألا يخشى من طرح الأسئلة ومناقشتها في الفضاء العام، بل عليه الترحيب بها والتشجيع عليها، إضافة إلى عدم خلق التعارض أو التصادم بين العلم والدين مما يسبب حالة من الازدواجية لدى الأجيال الجديدة في المجتمع، وبالتالي نسبب حالة من التنافر بين كل ما هو علم وبين كل ما هو دين، وهذا بطبيعة الحال لا يخدم كلا الطرفين، وهذا ما يجعل أمتنا العربية والإسلامية في حالة تخلف وتراجع عن العالم، لأننا خلقنا أزمة وصراع بين العلم والدين حيث من المفترض ألا يكون ذلك بينهما، لأن الدين كما العلم وجودهما من أجل تقدم وخدمة البشرية.