ما بعد عاشوراء
عظم الله اجورنا جميعاً شيعة المولى الحسين في مصابنا به. واجزل لنا الثواب وكتبنا من الفائزين، ورزقنا محشره، هذه ايام عاشوراء انتهت. «وهل تنتهي عاشوراء؟ وبأي حال؟»، بعد ان غُيبت في كربلاء احشاءٌ مقدسةٌ لمحمدٍ ﷺ مالها من شبيه، بذلت مُهجها وارتوت الارض بدمائها، قُطعت اعضاءٌوطُحنت ضُلوعٌ، لتبقى خالدةٌ، فياأسفي على الحسين وأنصاره، وقددعا بعضنا لبعض من على وتحت منابره الشريفة، ارواحنا له الفداء،
شكراً للقائمين على المآتم وهم من تحملوا العناء والمعانات بمضاعفة الجهد وبدل المال، شكراً للخطباء خاصة من حمل هموم المجتمع وتناولها على المنبروحاول ايجادالحلول الممكنة لها، شكراً لكل مواطن سهرليلاً وتعب نهاراً خادماً في مآتمه ، شكراًلمن بذل مالاً اواصدرتوجيهاً من شأنه ابراز هذه الشعائر بمستواها الراقي الذي يليق بها وبصاحبها، شكراًلمن حضَر المآتم مستمعاً ورغًب في حضورهاوساعد ولوحيناً فيها حباً له .
شكراً لمن تحمّل العناء من ازدحام قريب من منزله اوفي اعاقة حركت السير مشياً اوبمركبته، شكراً لمن تبرع بقطرة دم حباً وهنيئاً لمن خنقته العبرةو سكب دمعة حزناً على الحسين، مثاباًمن حمل سواداً ونادى ياحسين، شكراًوثواباًلكم جميعاً رجالاً، نساءً، شيباً، شباباً، واطفالاً.
كلنا اومعظمنا حضر عند اكثر من خطيب واستمع لعدة محاضرات على تنوعها وبالتأكيد خرج وعنده حصيلة من المفاهيم والقناعات واخرى من التساؤلات.... فمااقتنعنا به زادنا علماً ومعرفةً... ومَن عنده تساؤل يمكنه مراجعة الخطيب المعني «دون تسقيط اومهانه، او لغرض التهريج والتمسك برأي قديكون خاطئاً»، والتحدث معه ومناقشته بسعة صدر وثقافة حوار بعيداً عن العصبية اوالتحيز لرأي معين، ويكون هدفه الوصول الى الحقيقة، ومن لم يستطع الوصول للخطيب مباشرة يمكنه الاتصال بهاتفه اوبأحدى قنوات التواصل الاجتماعي المعروفة ان كان له اشتراك فيهااو بواسطة شخص آخر، وهذه الطريقة تكسبك معارفاً كثيرةً، منها تمكنك من تحضيربعض المعلومات والاسانيد والاسئلة التى تتعلق بموضوع النقاش، ايضاً بأمكانك اصطحاب شخصاً واكثر اودا خبرة ليثري النقاش ويرد الحجة بالحجة، وهي فرصة للمُناقش للاطلاع على المزيد من المعلومات وتصحيح ماكان مخطئاً فيه ان وجد، خيرٌ من الكلام في المجالس وقيل وقال وتشتد حدة النقاش من غير فائدة، وجلسات كهذه لاتخلو امن الغيبة والبُهتان والنميمة وقد توصل للعداوة.
من يقول بأن مناقشة الخطيب اوالعالم او الشعائر الحسينية خطاً احمراً، هذاقول لا يلزمنا قبوله هذا تكميم للافواه وتغييب للحقائق، «نبي الله ابراهيم وهونبي التوحيد سأل الله كيف يحيي الموت مع انه يؤمن ان الله يحييها، ومع ذلك استُجيب لطلبه» الخط الاحمر عقد المجالس والنيل من هذا الخطيب وذاك العالم والكل يفتى دون معرفة وحقيقة مايعنيه وماهي حجته، وكيل الاتهامات وربما الاعتماد «مع غياب المعني» على اقاويل لم تُقال اوزيد فيها اوانقص منها، وما اكثرضعاف النقل والمغرضون.
من يرتقي المنبر ليس معصوماً ولا مايقوله قرآناً وليس كل المستمعين على درجة واحدة من الوعي، وقديحصل انك تفسر وآخر يخالف تفسيرك... وانت ترى وللاخرين أرآء، ولكن كما ذكرنا مراجعة القائل لتوضيح مااُبهم وان لم يستجب اوماردا به غير مقنع يمكن الرجوع الى غيره وغيره، المهم نكون حضاريين في تعاملنا وحوارنا مع الآخرين خصوصاً العلماء لمكانتهم. لهم آداب واحترام عند حوارنا معهم، مع انهم والخطباء مطالبون بدقة ومراجعة مايطرحون قبل طرحه، «نحن في زمان على العالم ان يكون عالماً لامعمماً، وعلى الخطيب ان يكون باحثاًمحققاً لامجردناقلاًً» وان نستفيذ من الحسين وثورته اقصى مايمكننا، وفي بعض الحالات يكون سكوتنا مُضراً بالشعائروتركاً للنهي عن المنكر «اذا توفرت شروطه» هناك من يقول من على المنبر توهيناً للشعيرة ويعتدي على العقيدة ويخالف توجيهات المراجع حفظهم الله، «ينقل لي احد الاصدقاء وكان في مجلس عزاء مع الشيخ عباس العنكي، في احدى قرى القطيف، «احتفظ باسم البلدة»، تعرض الخطيب لما لا يليق فاعترضه الشيخ ونهاه عما يقول، يقول ناقل الحديث ان الخطيب امتثل ولو لم يمتثل لا اخال ان يأمر الشيخ بإنزاله من على المنبر».
وفق الله الجميع لكل ما فيه صلاح...